تعديل

الأحد، 5 أبريل 2015

مفاهيم ملمة لحقيقة المنَّة: [1]

الحمد لله وحده:
إن هذا الدين القويم له أعمدة يقوم عليها أعظمها فهم حقيقة الإسلام [من كفر بالطاغوت وإيمان بالله تعالى] وما يعين على ذلك النظر في حقيقة المنة التي منَّ الله تعالى بها على عباده.
فتعالوا ننظر سويا لبعض المعطيات المجملة التي تبصرنا بحقيقة تلك المنة:
1-   أن الله هدى خلقه إلى ما يصلح به دنياهم وهو تمييز الخير والشر في الجملة وهي ما تسمى بـ [الحجة الفطرية] ثم البقية بالاكتساب ويوفقهم الله لها [ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ] [فطرة الله التي فطر الناس عليها ], وعند مسلم [كل مولود يولد على الفطرة]. حتى لا يستصعب الأوامر فيما بعد ويكون مؤهلا لتقبلها.
2-   ثم يرسل إليهم الرسل من جنسهم وقومهم وعلى أكمل الصفات من صدق وعزيمة وصبر وحسن بلاغ, ومعهم الآيات المعجزات, وهي ما تسمى بالحجة الرسالية. ومنه قوله تعالى: [رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة],  [وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم], [وقد أنزلنا آيات بينات].
3-   ثم  يأمره بجماع بالخير وينهى عن كل شر: { يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. وفي الحديث [لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم], وأصله عند مسلم., حتى لا يخالف فطرتهم ولا يشتد عليهم فيكون موافقا لهمتهم وفطرتهم.
4-   فإن اشتد عليهم الأمر فقد دلهم وأرشدهم إلى ما يعينهم في ذلك: فقال:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}, أي على البلاء, أو على طلب الآخرة [معالم التنزيل للبغوي] وهما من خلاف التنوع.
5-   فإن عجزوا فقد جعل الأمر والنهي مناسبا لقدرتهم وفيه قوله تعالى: [فاتقوا الله ما استطعتم] أي: جهدكم وطاقتكم. كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه" [تفسير ابن كثير].
6-   فإن جهلوا وخالفوا وعصوا الله, فقد أمرهم بالتوبة ولو كانت من الكفر والشرك, {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } وقوله:{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
7-   فإن قيل: إن الناس تحتاج إلى من يقوِّمُها, والاعتماد على الضمير الذاتي دونما مقومات خارجية أو وازع خارج سيفيدهم نعم لكن لن يخلق مجتمعا صالحا فإن أكثر الناس يتبعون أهوائهم!, فقد جعل الله تعالى: الكتاب حاكما يفصل بينهم يحكم به الحاكمون, وأمر الله تعالى بقيام الخلافة وطاعة الأمير ما استقام وحكم بكتاب الله تعالى, وحرم الخروج عليه إلا بحقه, وفي الكتاب حدود زواجر وجوائز رغائب وفي ذلك قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }, وفي الحديث: " إن أمر عليكم عبد مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا " كما عند مسلم, وقيده بقوله: [إنما الطاعة في المعروف] في الصحيح, وفي رواية: [ إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله ].
 [الصورة مختارة ومداومة التصديق عند انتهاء كل قراءة ليس على السنة].
والله تعالى أعلى وأعلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More