تعديل

الأحد، 5 أبريل 2015

فلسفة التوبة: [2]

الحمد لله وحده:
القائل: [إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء] هو بذاته القائل [وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم] ..
فهداية التوفيق ليست بيدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وهداية الإرشاد هي وظيفته - عليه أفضل الصلوات وأتم التسليمات -
ولذلك كان يعلمنا أن نقول كل صلاة: [اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك] ..
فكأنه يعلمنا أن العبودية هبة ومنة من الله تعالى, فإن لم يمنَّ علينا بها, حرمنا ذلك الفضل, لاحظوا هذا الأمر في قوله تعالى:
[وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا ] وقوله: [ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم] وقد نزلت في الثلاثة المخلفين ..
والشاهد في قوله: [خلِّفوا] وقوله [تاب عليهم ليتوبوا], وخلفوا أي عن التوبة وهو تفسير عكرمة وقتادة. [تفسير الطبري]
ثم تاب الله عليهم. قال كعب بن مالك : فوالله ما أنعم الله علي من نعمة بعد إذ هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أكون كذبته ، فأهلك كما هلك الذين كذبوه] تفسير ابن أبي حاتم (37/ 77)
فهنا: التوبة منَّة من الله, والحرمان بعدله – جل في علاه – وحرمانه قد يكون مؤقتا وقد يكون دائما كما حال محرومين من الجنة فبعض الناس يحرم من الجنة مؤقتا ومنهم من يحرمها دائما وهم الكفار.
الخلاصة: تعصيه .. ويرشد إلى الطريق إليه.
ولذلك كانت أعظم سبل التوسل: التوسل بأسمائه وصفاته.
ومن سبلها الصبر والصلاة: [واستعينوا بالصبر والصلاة]
أرأيتم عظم بلاغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يختصر لنا الطريق فيعلمنا أن نقول:
[اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك دبر كل صلاة]!!
فهلا سلمنا له وآمنا به [قولا وعملا]؟!
فالحمد لله على سائر آلائه .. وجزا عنا نبينا خير الجزاء.
آمين.
ــــــــــــــ
أبو صهيب الحنبلي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More