مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة [6]
مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة. [6]
حلقات: [متصلة منفصلة]
أمثلة لأفهام الديموقراطيين الجدد:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حلقات: [متصلة منفصلة]
أمثلة لأفهام الديموقراطيين الجدد:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وبعد:
في الحلقات السابقة كنا قد اعتدنا على بيان بعض ما يشتبه على الناس من المفاهيم الباطلة والمصلحات الغائبة ولكننا سنخالف عادتنا هذه المرة ذاكرين أمثلة لن نكثر التعليق عليها لكثرة الردود عليها ولسخف حجتها ومعارضتها وأحب أبتدأ بخير ما يصلح لهذا الباب وهو قوله تعالى:{ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ}.
ناقشت أحد الإخوة نقاشا طويلا امتد لساعتين – وكان يتناقش بأدب جم – وهذا النقاش كان قبله مثله فكلامي شبه مكرر لا جديد فيه إلا ما يكون من بعض التفصيلات وذلك أن كلامي واهتمامي في بيان قضية التوحيد وأسلمة العباد لرب العباد, فقال لي صاحبي: ياشيخ: ما تقول في حق رجل يعتقد أنك على الحق لكنه يريد أن يعمل مع الجماعة [الكثرة الغالبة] ... ؟!
ـــــــــــ
حادثت أحد الإخوة فقال لي: نحن على طريق واحد لكن محل الخلاف في التفصيلات ...
قلت: ذكرني بالمادة الدستورية الشركية المفسرة للمادة الثانية: [ ومبادئ الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة عند أهل السنة ] وهل هناك كليات من غير تفصيلات؟
وهل هناك قواعد لا يدخل تحتها قضايا؟ ما هي إلا كملك بلا مُلك ولا شعب.
ـــــــــ
ما حادثت أحدا قط إلا وفي آخر النقاش اعتل بقوله: [يعني نسيبها للعلمانيين]؟!
وده على أساس إنها كانت أو أصبحت خلافة إسلامية؟
ثم نقول: ومن قال لك اتركها لماذا لا تقومون بثورة إسلامية على هؤلاء الحفنة الصليبية المرتدة وقد جردوكم من ثيابكم وصرتم تضربون وتقتلون باسم الصليب؟ وقد كنا والله نخبرهم ونذكرهم بقوله تعالى:
[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] وأن لفظ [عنك] هنا ليس المقصود بها ذاته المجردة من الصفات بل المقصود لن ترضى عنك وأنت على تلك الصفة [الإسلام] فإذا تجردت من دينك تحقق قوله [حتى تتبع ملتهم].
ــــــــــ
وقال لي بعضهم:
الكلام الذي تقوله فيه مثالية تحتاج إلى قلب وإيمان شديد.
قلت: لست أفضل من الذي سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا لم يكن للناس جماعة ولا أمير فقال له: اعتزل الفرق كلها والزم بيتك] فعلى الأقل لن تشارك في صناعة طاغوت يعبد من دون الله.
ــــــــــ
زارني أحد أقارب زوجتي فافتتح النقاش متكلما بحماسة وكان يسمع عني ولم يرني إلا مرة عابرة فيها سلام وشبهه .. وكان من ضمن ما سأل: ما رأيك في الدستور ... فذكرت له الكلام جملة وأنه شرك ويعبد من دون الله وعلاقته بالاستسلام .. فقال لي: أنت تعلم أن محمد حسان من قادة الدعوة السلفية ولا يقول هذا ...
فعلمت حينها أنه بالكاد التحى أو من المبتعدين عن المناهج والمفاهيم ... ولن تفلح معه كلماتي ..
فابتدأت معه من أسفل .. ثم علوا .. علوا .. ثم قال: والله أنا معك وكلام زي الفل وأنا متأكد إنه دستور شركي بس .. وما أدراك ما بعد بس .. إذا رأيت الأخ قال [بس] فاعلم أن بعدها نسخ [وضعي] للقرآن والسنة – لم يعرفه محمد صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه -, أو كلام محفوظ أو شبهة تافهة أو هوى ظاهر.
بس ايه ؟ بس هي مسألة وقت.
ولا أخفيكم أظنه خيرا ممن مضى ذكرهم فبجلسة واحدة أخذ يستمع ويسأل ولا يضيق صدره للمخالفة.
ــــــــــــــــــــ
أحد الإخوة: قال لي بعد أن رأى بأم عينيه ما جرته إليهم الديموقراطية الشركية, نعم والله كنت على الحق يا شيخ لقد قلتها في نفسي فزتم ونجيتم وهؤلاء ضللونا .. ثم بعدها تارة رأيته يشارك وينافح عن تلك الأليات الديموقراطية الشركية ... قائلا: يا شيخ إن أعمار أهل العلم فنيت ولاشك أن بينك سنك وسنهم ما يرجح قولهم, وقد تراجع الكثير عما يقولون بعدما مرت به السنون ...
حقيقة لم أجد فرصة الرد ... لكثرة المتكلمين واشتعال الحوار وكونهم في استضافتي مع عجلتهم في الذهاب.
ولم يغضبني أمره أكثر من اسلوبه في الاحتجاج وليس في ذات الحجة ...
فمن السهل أن يقال: إن موسى ناظر آدم – عليهما السلام – فحج آدم موسى كما في الصحيح, وموسى ممن فضلهم الله على آدم بغير صفة فهو كليم الله ورسوله وآدم مختلف فيه أهو رسول أم نبي فقط, وموسى من أولي العزم من الرسل وتلك فضيلة لم تك لآدم عليه السلام.
وغير ذلك: فقد كان من عباقرة الإسلام يفوته ما لم يفت بعض طلبة العلم الصغار في عصرنا.
بل أقول: إن العالم بل طالب العلم له أن يرجح قولا مغايرا لقول صحابي إذا وقع في الأمر خلاف بين الصحابة ... ويكون الحق مع العالم أو طالب العلم.
بل إن ابن عباس: بقي زمنا يجوز نكاح المتعة ولم يصله النسخ مع فضله وعلمه بينما يعلمها من هو دونه.
فلم يكن الأمر في الحجة وهوانها لكنه الاحتجاج .. أو يدفع الحق بمثل هذا؟
ــــــــــــــــــــــ
قلت لأحد الأقارب: وهو مثقف غيور على الدين – في الجملة – أنت تخادع نفسك تريد أن تأخذ من كل أمر جماله .. إذا ذكر الجهاد أخذت منه العزة, وإذا ذكر الإسلاميون الديموقراطيون قلت: الإيجابية والعمل السياسي والحركي .. فاشتد الأمر عليه ... فقلت هذا حق ولا تحزن فكثير وقع في هذا.
لكنه على الأقل قال لي: أنا مقاطع الدستور .. قرار أخير.
ــــــــــــــــــــ
وهناك أمثلة كثيرة فعلا من أشباه المثال السابق تكلمنا عنها ...
ولفك شفرات هذه الوجوه .. فالتذبذب ليس حاصلا بسبب قلة الآثار أو الحجج ولكنه الخوف من مخالفة الكثرة والمعاداة لهم فإن بعض هؤلاء منغمس في التيار السياسي وله مقام بينهم .... إنها خشية المواجهة ولذلك يقول لي بعضهم ... لماذا لا تصل للشيوخ .. يريد من يؤيده فعلا.
ولذلك لا يغرني تأييد المؤيدين لأني أعلم أنه عند اللقاء تختلط ضربات القلب .. أيهم أكثر؟
فإذا جاء يوم الديموقراطية وعيدها احتفل الناس !
ـــــــــــــــــــ
ملاحظة: كل من تكلم في حقي المجرد – من المقلدين المخلصين – فهو في حل مني أما من أراد بذلك تغليب الباطل – الشرك – على الحق فليس في حل بل أسأل الله أن يخزيه. (وهم في خزي ورب الكعبة)
ـــــــــــــ
أنا في [فترة نقاهة]
وسلوا الله لأنفسكم الثبات فما أحوجنا إليه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق