توضيح وتبيان وإنصافا للشيخ الظواهري
توضيحا وبيانا لما قد يخفى على بعض الحريصين ... من المقتطفات التي تصدر [بالفيديو] وكأنها تأييد أو تهوين من مقام الطرق العلمانية الديموقراطية والتي صدرت عن الشيخ الدكتور الفقيه السياسي المجاهد أيمن الظواهري حفظه الله.
الحمد لله وبعد:
يقول شيخ الإسلام في الإيمان الكبير ضمن مجموع الفتاوى (7/ 36)
[ليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس الا على ما عرف أنه أراده لا على ما يحتمله ذلك اللفظ فى كلام كل أحد. فإن كثيرا من الناس يتأول النصوص المخالفة لقوله, يسلك مسلك من يجعل التأويل كأنه ذكر ما يحتمله اللفظ, وقصده به دفع ذلك المحتج عليه بذلك النص وهذا خطأ]اهــ
هذه قاعدة عظيمة وهي فصل بين أهل السنة وبين أهل البدعة في باب الموازنات فتمسكوا بها يرحمكم الله حتى لا تخرجوا أهل السنة من السنة فتطيحوا بالسنة.
1- أن الأصل أن يحمل الكلام المنثور والذي ليس في مظانه إلى منهجه الاستدلالي العام وإلى ما أفرد الكلام فيه أو اختصه بحوار وليس المقتطفات.
2- أنه لا يعني مخالفة البعض في باب الموازنات أن يجره ذلك إلى أن يحمل كلام أحد على ما يعرف أنه تبرأ منه ولكن الله يقول: [ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ] فلا يتجاوز في ذلك. قال البغوي في معالم التنزيل (3/ 27)
أي: على ترك العدل فيهم لعداوتهم. ثم قال: { اعدلوا } يعني: في أوليائكم وأعدائكم، { هو أقرب للتقوى } يعني: إلى التقوى ] اهــ
*** وعلى ذلك فإذا ترجمنا هذين الأصل في كلام الشيخ العلامة الظواهري:
فنقول:
* إن الشيخ يتبرأ تمام التبرؤ من العلمانية والديموقراطية ويرى الحكم بها ممارسة للتشريع من دون الله. حتى إنه كان يلوم من دخل الديموقراطية في سلسلته العظيمة [رسالة الأمل والبشر لأهل مصر].
* الشيخ يجاهد في سبيل الله ولا يرى سبيل النصرة إلا بالجهاد, ويطبق ذلك في قوله وعمله حفظه الله والله حسيبه. وهذا لا يحتاج لبيان.
* الشيخ يعتقد أن العالم القائد لابد أن يراعي الخطاب في حينه ولا يترك النيصحة لأحد. ويستغل حماسة الناس وفورانها فيبين لهم الحق ويناصرهم فيه وينصفهم.
* الشيخ لا يسوي بين الذي يحارب الشريعة عيانا بيانا وبين الذي يبيت الليالي هو وأتباعه وإن ضل الطريق وخفيت عليه بعض تفاصيل التوحيد مع شيوع الجهل بها.
* أن استدلال الإسلاميين الديموقراطيين بكلام الشيخ الظواهري بنصيحته لحازم صلاح فهذا لا يعني تأييده. وإنما استغلال الممكن في دفع الصائلين والأكثر عداوة للإسلام. وهذا من فقهه حفظه الله. كما يستبين ذلك هنا:
http://www.youtube.com/watch?v=LsH1UqCzYus
* أن كثيرا من الكلام يأتي على لسان الشيخ ولا يفهم سابقه ولا لاحقه خاصة مع خاصية التقطيع للمواد المرئية التي تصدر عن الشيخ لكون الناس يحبون المواد القصيرة.
فهذا مثال لما قد أوضحته لمنهج الشيخ حفظه الله ...
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=NplGSJ0JpPA
وإننا لنحمد غيرة الإخوان وعدم تقديسهم ما لم يؤد ذلك إلى غلو وجحود وظلم لحقوق أهل السنة ومجاهديها وخيرتها في الأرض كما أني أريد أن أنوه على أن كثيرا من الحريصيين عندهم حظ طيب من فهم التوحيد إلا أنهم عند التطبيق لا يفرقون بين الإجمال الذي هو الإيمان به ركن وبين تفاصيله وكذلك في باب الموالاة وما يشابهه.
ولذلك يعجلون ويتخبطون فيه فيسبون أهل السنة ويخرجونهم من السنة بل من الإسلام فيعادونهم ويوجبون ذلك ...
وإن قلبي ليؤخرني عن ذكر مشاهد من الغلو وأسبابه خشية أن يستعمل ذلك في غير موضعه وأن يكون سهما في صدر الموحدين الغيورين .. نسأل الله أن يهدي إخواننا لما يحبه ويرضاه.
وختاما أقول: الشيخ الظواهري إمام عالم قد أخذ الجهاد والعلم والسهر من جسده ونفسه وأهله فأعطاه مثله وزيادة لقلبه وعقله. والله حسيبه.
ـــــــــــــــــ
والحمد لله في الأولى والآخرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق