تعديل

الأحد، 5 أبريل 2015

من محاكماتي: [1]

من محاكماتي: [1]

الحمد لله وحده:
إن بيني وبين [نفسي] خصومات عديدة منذ سنوات مديدة.
المتهم فيها: دائم التأويل كثير التحريف يحسن المكر ويجيد التحايل.
المدعي [نفسي]: عزيزة صارمة قاسية إذا تكلمت تحب أن ينصت لها, تكشف المكر, ولا يخدعها الخبء, كثيرة الخصومة.
فلما مللت منها ... قررت أن أفضحها ... لكن بأمانة.

ومن تلكم المحاكمات:
1- تألمت ذات مرة شاكيا منتظرا من نفسي أن تواسيني:
فقلت: أيْ نفسِ أرأيت ماذا جرى لي؟ أرأيت لو أني سكتُّ حتى أجمع الناس من حولي؟ تكلمت وأنا مغمور فتكلموا في واستباحوني.
وصار من كان يستفتيني يراني مبتدعا [تكفيريا], وصار من كان يقول: لم أر أحدا يكثر في الشرح كما تفعل, يتجاهلني.
فتقول نفسي أحيانا: هلا رأيت نفسك [وكأنك] شيخ يتبعه الآلاف ثم إذا بك تضل في مسألة عظيمة يتبعك فيها كثير من هؤلاء الآلاف. 
فأغوص في تلك الرؤية التي أرتني إياها نفسي.
فأراني: في صراع بين أمرين:

هل أصرح بالحق فيفقدني الأتباع.
أم أسكت .. فأسكت عن حق؟
ويا ترى هل أثبت .. أم أُفتن؟


وكأنني علمت حينها: لماذا كان الصحابة كلهم يخشى على نفسه النفاق.
ولماذا كان يقول ابن مسعود: وددت أن أموت ثم لا يكون لي ولا علي.
 لماذا قال الشافعي: وددت أن ينشر علمي ولا يذكر اسمي.
ولماذا كان ابن المبارك يتلمس الطرقات التي لا يُعرف فيها.
ولماذا قال البصري للواعظ الذي ذرفت عيون آلاف من كلماته فلما رأى ذلك منه قال: [لو رأيت نفسك أعجبتك فقم من مقامك] فقام الواعظ يجري.
كنت أسمع تلكم الآثار على كونها دلالة على زهد صاحبها وكأن أمثالنا ليس مخاطبا بها ... وكأنه يجوز لنا التهاون في تلكم الأمور.
ــــــــ
فإذا بها تقول ضاحكة: في أي الفريقين أنت:
المبتلين, أم الممنونين؟
[ثم تضحك ساخرة]
وكأني: أستفيق قائلا: لا .. لست منتصرة عليَّ بل أنت ظالمة غاشمة تخدعينني, وأقول في نفسي .. لقد انتصرت الخادعة. 
ولكن هل يا تُرى .. من ينتصر في المرة القادمة؟!
ملحوظة:
المحاكمة: مساجلة افتراضية أصلها صحيح وإن اختلفت عباراتها.
ـــــــــــــــ
والحمد لله في الأولى والآخرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More