تعديل

الأحد، 5 أبريل 2015

من مشاهد الإنكسار والاستسلام للواقع الأليم: [مشاهد وأنماط2]

من مشاهد الإنكسار والاستسلام للواقع الأليم: [مشاهد وأنماط2]


مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة (2)

من مشاهد الإنكسار والاستسلام للواقع الأليم:


الحمد لله وبعد:

كنا قد تحدثنا في المقال السابق: عن تلكم المناظرة.

 والشاهد فيها أن المناظر إياه ظن أن نصرة الإسلام هو إخفاء بعض الحقائق الشرعية أو تأويلها أو التغافل عنها لإرضاء الكافر عن ديننا .. رغم أنه إذا رضي الكفار فسيكون رضاهم:

-        إما تقية وخداعا.

-        أو رضاهم عن دين مشوَّه ليس هو الإسلام.

وفي هذا الجزء – بإذنه تعالى - نذكر مثالا آخر على تلك الأفهام البائسة السخية بجهالة حقيقة دينهم, في التعبير عن دينهم والدعوة إليه.

فالدين الحق: هو الذي شرعه الله تعالى والذي لا يقبل سواه بأوامره ونواهيه ملة حنيفية كلها حق وعدل وخير وإحسان وعزة أهلها وقد قال تعالى: [ ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير].

ويستأنس بذلك ما يروى أن وفد بني الحارث بن كعب أتوا النبي – صلى الله عليه وسلم – مسلمين: فقال لهم: [« أنتم الذين إذا زجروا استقاموا » ، ثم قال ذلك ثلاثا ، حتى أجابه يزيد بن عبد المدان : نعم ، فقال : « لو أن خالدا لم يكتب إلي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم » ، فقال يزيد بن عبد المدان : أما والله ما حمدناك ، ولا حمدنا خالد بن الوليد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فمن حمدتم ؟ » قال : ثم قالوا : حمدنا الله عز وجل الذي هدانا بك ، فقال : « صدقتم » دلائل النبوة للبيهقي (6/ 11)

وفي الأثر: أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: [لما توفى رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -  وارتدت العرب فقال بعضهم : نصلى ولا نزكى وقال بعضهم : لا نصلى ولا نزكى ، فأتيته – أي أبا بكر - ولا آلو نصحا فقلت : يا خليفة رسول الله تألف الناس وارفق بهم ، فقال : جبار فى الجاهلية خوار فى الإسلام فيما ذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو سحر مفترى قبض رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -  وارتفع الوحي فوالله لو منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله  - صلى الله عليه وسلم -  لقاتلتهم عليه فقاتلنا معه ، وكان والله رشيد الأمر] عزاه المتقي الهندي لــ (الدينورى فى المجالسة ، وأبي الحسين بن بشران فى فوائده ، والبيهقى فى الدلائل ، واللالكائى فى السنة ، وابن عساكر) [كنز العمال 35615]وأخرجه ابن عساكر (30/80) . ترقيم جامع الأحاديث.

مثال واقعي على الأفهام البائسة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فمن طامات الحريصين- بجهالة -: أنهم بعد أن قام الكفار المجرمون المحاربون بسب نبينا – صلى الله عليه وسلم - الذي جاء بالذبح وقال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله) في الصحيح.

أخذوا ينشرون وريقات ويوزعونها على الناس فيها أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - تواضعه وخلقه وما شابه!

فظنوا أن الكمال والتخلق في التواضع فقط, أو في ضحكه فقط - صلى الله عليه وسلم - أو في زهده أو إثاره غيره, أو رحمته بالناس, والحقيقة أن الاقتصار على هذا أو إظهاره للناس مفردا: خطأ محض بل هو ضلالة وتضليل يذهب الأمة عن معرفة حقيقة نبيها - صلى الله عليه وسلم – وواجباتها نحوه وأمره لهم في تلكم الأحوال, فيشعر الناس أن حزننا لسب نبينا – صلى الله عليه وسلم – هو مجرد عاطفة على مخلوق غاية في الأخلاق الحسنة وأن من فعل ذلك فهو مخطئ جاهل بحقيقته وفضله فوجب تعريفه بالنبي – صلى الله عليه وسلم -.

وفي الحقيقة: الأمر خلاف ذلك فلم يدافع الصحابة ولا المجاهدون وفي شتى القرون حتى يومنا هذا لكون النبي – صلى الله عليه وسلم – حسن الخلق أو كان رحيما, بل يدافعون عنه لكونه رسول الله وخاتم النبيين الذي أرسله جبار السموات والأرض فمن سبه وجب تقصده بالقتل ولو كان من آل البيت – حاشاهم -.

ولذلك يقول شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (6/ 138)

وكان نبينا صلى الله عليه و سلم مبعوثا بأعدل الأمور وأكملها فهو الضحوك القتال وهو نبي الرحمة ونبي الملحمة بل أمته موصوفون بذلك في مثل قوله تعالى: {أشداء على الكفار رحماء بينهم } وقوله تعالى: { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } فكان النبي صلى الله عليه و سلم يجمع بين شدة هذا ولين هذا فيأمر بما هو العدل وهما يطيعانه فتكون أفعالهما على كمال الاستقامة]أهــ

وكأنه لم يصلهم حديث الترمذي: الذي فيه أنه قال وهو في مكة – ولم يكن الجهاد حينها مشروعا - لصناديد قريش وهو يشير بيديه: ((استمعوا يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح حتى لم يبق رجل منهم إلا وكأنه على رأسه الطير وإن أشدهم عليه ليقول اذهب يا أبا القاسم - لاحظ مناداته بكنيته ممن يشتد عليه بعد توعدهم - اذهب يا أبا القاسم فإنا ما عهدناك جهولا, وهو يقول لقد جئتكم بالذبح )) دلالة على استمراره في قولها حتى مع دفعهم إياهم برفق ولين. فكان ذلك نكاية بالكافرين. !

وكذا ما روي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: ( اسمه في التوراة: أحمد الضحوك القتال، يركب البعير ويلبس الشملة ويجتزي بالكسرة سيفه على عاتقه ) أي الضحوك في وجه المؤمن القتال لهامة الكافر.

ويقول ابن القيم في زاد المعاد (1/ 87)

[ وأما الضحوك القتال فاسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ قتَّال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم]

فوقعوا في دين السلام العالمي والذي مراده – الحالي فقط – ألا يسب أحد ولا يمدح لمجرد مخالفته الدينية وألا تكون التفرقة على أساس الدين والنوع وهي خطة مؤقتة بعدها يتم تطبيق إعلان الدولة الدينية اليهودية أو الصليبية, فدنسوا الفطر فانتكست فلو أنهم حاولا تطهير الفطر بما سبق بيانه لكان خيرا لهم وأحسن تأويلا. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )؟
((قل أأنتم أعلم أم الله))؟ , ((قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض))؟


 ملاحظة: أطلقوا على بعض الأنظمة الطاغوتية اسم الدولة الدينية وكأنهم ارتضوها لماذا؟

هل يريدون أن يعلنوا بدورهم الدولة الدينية؟

سؤال يحتاج إلى مقال!

ــــــــــــــــــــــــ

والحمد لله رب العالمين

كتبه أبو صهيب الحنبلي.

فتى كأنه سقط من عصر السلف (هو فادي أو أحمد)

هذه قصة حدثت معي منذ بضع سنوات عبر الإنترنت غاية في العجب فلذلك سميتها:
فتى: كأنه سقط من عصر السلف (( هو فادي أو أحمد )).



هو فادي أو أحمد
 

،،،،،

الحمد لله وأشهد إلا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله , وصلِّ اللهم ياربنا علي محمد وآله وصحبه وسلم . وبعد .
 
لا أدري كيف أبدأ ... حقيقة لا أدري .
لا أظنني سأجد مقدمة أحسن فيها التعبير أو الثناء أو المضمون.

تعالوا نلقي نظرة علي صاحبنا الذي مازال صوته العذب يدندن في أذني . 

ملاحظات :
* هذه الكلمات حدثت عن طريق معرفة بشبكة الاتصال
* الكلام بما تحمله الذاكرة .
* لم أكثر من ذكر تعليقاتي ولا ردودي معه .
* له مواقف أخرى ذهبت عني وأخشى ذكرها فلا تسعفني الذاكرة .
* الترتيب ليس دقيقاً .
* كان يذكرني بالشيخ ولست أدعى ذلك .
* كان خفيف الظل جدا وذا فكاهة مع توقير واحترام وكثرتها حرمتني من تذكر أمثلة منها .
* لن أراعي الحبكة اللغوية ولا التكلف في الألفاظ .
ونسأل الله الصدق والقبول :

البداية : يا شيخ ممكن آخذ من وقتك شوية ؟
 
بس لو حضرتك مشغول أنا ممكن أكلم حضرتك في وقت أخر .
كنت مشغولاً حقاً . لكنه أحرجني بأدبه فرددت
قائلاً : لا أخي أنت تشرفني , تفضل أنا معك .
قال : يا شيخ يا ليت تكون معي عايز حضرتك تسمعني . فأنا أحتاج من يسمعني .
يا شيخ : أنا شاب 19 سنة كنت مسيحي وأسلمت بسبب بعض الإخوة من المسلمين عن طريق النت فدخل أبي علي وأنا كنت أسألهم في كيفية الصلاة حتى أصلي كما يصلي المسلمون فأخذني أبي وضربني ضرباً مبرحاً وأمي قالت لي والله لأذبحنك ولا أبكي دمعة واحدة عليك .
ولاشك أن أنهم ضربوه خشية عليه من الإسلام وما كانت صادقة في قولها كما ظهر فيما بعد لكن العبرة من ذلك هو أنها خرجت من فم أمه بل وتطاولت يداها إليه وضرب أبيه المبرح له كل هذا ليس بالهين علي الولد الوحيد المدلل الذي مازال حينها في كلية صيدلة .
قال : ثم أخذوني إلي الكنيسة فعلقوني وكان أسفل مني نار ( لا أذكر قال نار أم ماء ساخن وأظنها نار ) فلو وقعت لما بقي شئ مني لثلاثة أيام . ( هذا ما أظنه ولعله أقل ) فلما يئسوا مني قالوا لإن لم ترجع إلينا لنذهبن بك إلي الكنيسة ( بالإسكندرية ) فخفت جدا وقلت لا سأرتد لا تأخذوني إليها !!!
قلت له : أو قلت لهم أنك سترتد ؟
قال : نعم قلت ذلك .
فتعجبت لقوله لهم ذلك بل ضحكت لقيله هذا .
قال : فلما رجعت مع والدي انكببت علي يديهما أقبلهما أرجوكما أريد أن أكون مسلماً اتركوني وكأني كلب
( ما كان كذلك أبدا والله )

قال : فتركوني وخرجت من البيت لا أجد شيئاً وقد وعدني من كان سبباً في إسلامي أن يكفلني قدر استطاعته فلما ذهبت إليه خشي أبوه علي وذهب بي إلي أمن الدولة حتى يبرأ ابنه . فقلت للضابط أن مقتنع بالإسلام وهو لم يجبرني علي شئ حتى لم يجد الضابط ما يقوله فتركني وخرجت ولم أجد ما أسد به جوعي حتى أنني بعت هاتفي المحمول إلي أن تعبت ذات مرة فجلست في إحدي الطرقات فمر بي مجموعة من طلبة الجامعات فعرضوا علي أن أعيش معهم في مسكنهم بعد أن سمعوا مني فقبلت , وكانوا يعرضون علي الطعام وما آكل حتى يدعوني وكانوا يقضون النهار بأكمله بالخارج فما كنت أستطيع أن أخذ شيئاً من الطعام في عدم وجودهم رغم أنهم سمحوا لي بذلك لكن حيائي يمنعني فكنت لا آكل إلا مرة واحدة في اليوم إلي أن بحثت عن عمل في مطعم وكان شاقاً جدا وكانوا يعاملونني علي أني فتى مدلل ويقولون لي يا ( فرفور ) ... )
 

قلت : أما كانوا يعرفون أمرك ؟
فقال : لا أنا ما كنت لأخبر أحدا حتى لا الشفقة في أعين أحد لكني كنت أصغرهم وأحبهم ولذلك ما كنت أحمل منهم شيئاً في صدري . ومر الوقت حتى أن تعبت وعادودني ألم في قلبي وكنت قد أجريت عملية قبل ذلك وكان ينبغي أن أعاود العلاج كل فترة ( ذكر لي ذلك بالتفصيل لكن لا أذكر المصطلح العلمي وما أذكره أنه كان ينبغي عليه أن يعاود العلاج ) فتعبت حتى أصابني الإغماء فعلمت بعد ذلك أنهم فتشوا في حاجياتي وحصلوا علي رقم هاتف أهلي واتصلوا بهم فأخذوني علي المستشفى وانتهى الأمر علي خير وأنا الآن أكلمك من البيت . 
قلت له مشفقاً عليه : بالله يافادي لا تترك الصلاة وحاول أن تصليها ولو متخفياً . 
فرد عليَّ ضاحكاً : ياشيخ أنا أصلى الخمس صلوات في المسجد وقد منعوا في البدء ولكن قلت لهم لا أنا لا أصلى إلا في المسجد فاشترطوا عليِّ أن أصلى في أبعد مسجد لا في مسجد المنطقة فقلت : ( أي فادي ) : هذا أفضل حتى أحصل أجر خطوات الذهاب إلي المسجد .
قلت : الله أكبر ما شاء الله عليك , وفرحت بذلك كثيراً .
لقاءات متناثرة لا أذكر ترتيب أحداثها والترتيب لا يؤثر كثيرا عليها والله أعلم .
جاءني ذات مرة فقال : 
ياشيخ : أريد أن أطلب العلم أريد أن أصبح شيخاً مثلك أريد أن أصير عالماً أعلم الناس دينهم حتى يعلمون كيف يعبدون الله كما يريد . 
قلت له : اطلب العلم ووالله إني أراك خيرا مني .
فرد ضاحكا : أنا امزح ياشيخ وأثنى علي . 
ثم قال : ياشيخ كيف أبدأ ؟ 
فقلت له : أما العقيدة فعليك بمتن التوحيد لمحمد ابن عبد الوهاب ولا تلتفت إلي غيره ولا إلى من سبقك في كتاب أو طلب إلا من باب الإستفادة حتى تنتهى منه . 
فقال علي الفور : سأبحث عنه وأشتريه .
وقد حدث أن لامني لإهمالي الشرح له ومعاونته فقلت له يا فادي أنت لم تذاكر الكتاب ماذا أفعل أنا ؟
فقال : والله ياشيخ قد حفظته . 
فأحرجني ولا تعليق وما رأيت مخرجاً إلا أن أقول أنت لم تخبرني .
وكان يسأل جملة عن الفقه وكنت أرى تعلقه به بطريقة عجيبة نسبة لحديث عهد بل لمن في سنه ولو كان مسلم الأصل والعشيرة . فكان كثيرا ما يسألنى اسئلة تجبرني علي النظر فيها لا أجيب عليه كالأخرين وأنا أنظر في أمور أُخر . 
ـــــــ
وجاءني ذات مرة وقال : 
ياشيخ أريدك أن ستمعنى وأنا أذكر لك أدلة تحريم الغناء من رأسى فاسمعنى وإذا أخطأت فصوِِّب لي .
فقرأها عليَّ على أحسن ما يكون بل ربما أدرك أغلب الأدلة المشهورة علي ألسنة طلبة العلم . 
فقلت له ما شاء الله أنا لا أستحضرها استحضارك هذا كيف جمعتها ؟
قال : جمعتها من أفواه المشائخ وكتبتها فحفظتها . 
وقد أخبرني لا أدري في هذا اليوم أم بعده وبغلبة الظن في ذات اللقاء أنه دخل إلى إحدي غرف الشات المخصصة للغناء والتعارف بين الجنسين في النت فقال لهم أريد أن أتكلم فاسمعوا مني فإن أعجبكم كلامي فاعملوا به وإلا فلا تخسروا شيئا . 
قال : فأخذت منهم اللاقط ( المايك ) وتكلمت بما فتح الله على في حكم الغناء . قال فبعد أن انتهيت إذا بصاحب الغرفة يقول لي هل تستطيع أن تأتنى بمشائخ يعلمون الناس الدين هنا وأنا لن اسمح لأحد أن يشغل أغاني بعد اليوم هنا ؟
فالله أكبر الله أكبر 
ــــــــــــــــــــــــ
غاب فادي عني فترة ربما تعدوا الشهر ثم جاءني بعدها فسألته بلهفة عن غيابه .
فقال : فكأنما أردا أن يخبرني بشئ فتركه سرا بينه وبين ربه ؟
وحدثني عن بعض أفعاله ( سأذكرها فيما بعد ) في الدعوة ؟
فقلت له : يافادي اكتم شيئاً من حالك أخشى أن يؤذيك النصارى فهم أهل أذية وإن أظهروا الضعف .
فقال : ومن قال أنهم تركوني ؟
فقلت : الله المستعان ماذا حدث لك أخي ( وكنت أعلم أنهم قد أذوه في بداية إسلامه )؟
فقال : والله ياشيخ ذهبت إلي أحد المشائخ فرجعت وقد دخل عليَّ الليل فاستوقفت سيارة ( تاكسي ) فركبتها فإذا بالسائق ومعه رجل أخر يجبراني علي الركوب ووضعوا علي فمى شيئا مخدرا جعلني أفقد الوعى فما وعيت إلا وأنا في السيارة في طريق القطار علي القضبان فهلعت وحاولت أن أخرج من السيارة فما استطعت إذ هي محكمة الإغلاق وانتابني النعاس حينها فقلت : سأنام وهذا أجلى . قال : فما وعيت إلا والسيارة تتحرك بقيادة نفس السائق وضربوني ضرباً مبرحاً 
قلت : له عجيب أن يأتيك النوم حينها وربما ذكرت له أن الله سلط النعاس علي الصحابة أمنة لهم . 
ثم قال : قال فما فقت إلا وأنا في المستشفى ثم تم علاجي والحمد لله . 
قلت : لو أن لنا قوة لأخذنا لك حقك .
فقال : ومن قال أني لم آخذ حقي أنا أخذت حقي الحمد لله .
قلت له : كيف ؟
قال : طبعت خمسة وعشرين كتاباً من الكتب المتخصصة في إظهار عوار النصارى ووضعت أمام كل باب نصراني كتاباً منهم . 
لا تعليق 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاءني مرة فقال أدع لي ياشيخ ؟
قلت ما بك أخي ؟
قال : أشعر أنني ضعت .
قلت له : لما ؟
قال : لم أقم الليل منذ يومين .
لا تعليق 
ـــــــــــــــــ
أدع لي ياشيخ 
ما بك ؟
قال : لا استطيع أن أحفظ القرآن .
قلت له : حاول واستعن بالله هل تحفظ حزء عم ؟
قال : حفظت سورة البقرة وآل عمران من أعلى , وخمسة عشر جزءاً من أسفل . 
لا تعليق 
ــــــــــــــــــــ
جاءني وقد رأيته مهموما .
ما بك مهموما ؟
فقص علي شيئا لا أذكره .
قلت له : أنت ما ينقصك إلا زوجة تذهب عنك ذلك .
فقال : ليس لي في الدنيا ياشيخ أشعر بموتي .
قلت له : كف عن هذا أنت ستتزوج وستنساني . 
وهذا كان قبلها بما يقارب الشهر !!!
لا تعليق 
ــــــــــــــــــــ
جاءني فقال :
أسملت أختي لكن سرا ( بعد ذلك أخبرني أنه زوجها من أخ من أهل السنة في خلال ثلاثة أيام جمع فيه مكانا ) 
وأسلم صاحبي وابن عمي وخطيبته وأظن أنه ذكر لي أكثر من ذلك ) علي يديه وتحرج من التصريح بها .
لا تعليق 
ـــــــــــــــــــــ
حادثني مرة فقال لي : 
أنه قد أصيب بما يشبه الشلل فلما خشيت عليه وهلعت قال لا تخف ياشيخ : هذا مؤقت بإذن الله 
ــــــــــــــ
ذات مرة حادثني وهو فرح : السبب أنه ظهر له خطان من الشعيرات في منبت لحيته .ــــــــــــــــــــــ
وعجلت إليك رب لترضى 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمني ذات مرة فقال لي ياشيخ : هل سمعت منطقة كذا وكذا في أسوان ؟
قلت له لا .
فقال هذه المنطقة بها جبل أو شئ قريب من هذا يذهب إليه الفتيات يقمن بأفعال شركية حتى يتزوجن . هلا ذهبت إليه فتدعوهم . 
قلت له : مالي قوة ولا مال . 
قال : إذن سأذهب أنا .
قلت له : يا فادي هذه المنطقة فيها أعظم قوى الصوفية فربما قتلوك لو فعلت . 
قال : أنا سأدعوا الصوفية سأدعوهم جميعا .
قلت له : أنت وحدك وربما قتلوك .
قال : كذلك كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وحده . وكذلك محمد ابن عبد الوهاب كان وحده ودعى الجزيرة العربية كلها وحده . 
قلت رافعا عن وجهي لباس الإحراج : أنا أخشى عليك يافادي وفقط ولن تحتمل هلاك القطار وأنت تحتاج إلي المال . ( وكان حينها يعمل ليجد قوت يومه ) 
فقال : ربنا معي . 
بعدها بيوم كلمني وقال أنا سأرتب أموري وأذهب بإذن الله جئت استودعك الله .
اليوم الذي يليه : 
اتصال هاتفي : السلام عليكم شيخ قلت له مرحبا حبيبي فادي قال عرفت صوتي . 
ما هذا الصوت يافادي ؟
قال : انا أكلمك من القطار ياشيخ الأمر صعب جدا لكني سأحتمل بإذن الله .
قلت له أعانك الله .
لم يستطع الإكمال لأن الأمر شاق جدا عليه فقد استقل أهلك القطارات فهي أرخصها وهذه مهلكة حقا . فضلا عن رقة جسده . 
قلت له ضاحكاً : ألم أخبرك يافادي أنك لن تستطيع ؟؟
قال : لا ياشيخ أنا تعرفت علي شاب من أهل السنة في أسوان ووعدني أنه سيقوم بهذا بدلا مني فهو منهم فربما تقبلوا منه علي أن أمده بالكتيبات والشرائط عن طريق المراسلة . 
لا تعليق 
ـــــــــــــــــــــــــ
وجاء الخبر :
هل أنت الشيخ فلان ؟
قلت له : نعم أليس أنت فادي ؟
فقال : لا أنا زوج أخته !!!
قلت : له سمعت عنك خيرا 
قال : أنا أيضاً
قلت : له أين فادي أوحشني كثيرا . ؟
فقال : لا أدري آكتم الرسالة أم أخبرك وتحزن .
أخي ماذا حدث ؟
فادي 
أحمد مات ياشيخ
أخي لعلك أخذت بريده لا تمزح بهذا أرجوك 
أرجوك انت صدقني
ياشيخ 
ياشيخ
أحسبه مات علي حسن خاتمة
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد كان مريضاً وأصر يوم الجمعة الماضية أن يصلى فجر الجمعة في المسجد فقلت له صل هنا أنت مريض جدا ( أعني بالبيت ) .
قال : لا .
قال : فذهبنا وهو مستند علي وبعد أن صلى الفجر أتكآ إلي أحد أعمدة المسجد يقرأ الأذكار . فجأة رأيته يبتسم وينظر إلي ويقول إذهب الي الشيخ فلان وقل له : أنا علي وعدي ياشيخ ( كان بين الفينة والفينة يقول ياشيخ إن قدر الله لي أن أشفع لأحد سأشفع لك ) وقل له أن يسامحنى وأن يدعوا لي بأن أحشر مع سيد المرسلين .
أخته المسلمة ابتليت بموت أخيها وموت ابنها الأول الذي هو قرة عينها . 
لا تعليق 
ــــــــــــــــــ

أقول : أسأل الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة وأن يحشره مع سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أرجوا أن أكون سددت الدين
وصل اللهم علي محمد وآله وصحبه وسلم

مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة (ج3)



مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة (3)
[حلقات متصلة منفصلة]

أهو أدب الخلاف أم فن الإرجاء والاعتزال والإرجاف؟

الحمد لله وحده وبعد:
كنا قد تحدثنا في المقاليْن السابقيْن - في جزئين متتابعين – عن مشاهد من أفهام تحسب أنها تحسن صنعا, وهي في الحقيقة تضر الدين وتطبق شريعة طواغيت العالم الساعية لتحريف معالم الدين وأصوله, وضربنا مثالين على هؤلاء:
1- ففي المقال الأول: روينا قصة المناظرة المحرِّف للحقائق الشرعية - إرضاء للصليبيين - في الغرفة النصرانية.
2- وفي المقال الثاني: ذكرنا قصة هؤلاء الحريصين الذين نشروا أخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما سبه الكفار المحاربون.
وفي هذا المقال – المستقل – نكشف النقاب – بإذنه تعالى – عن حالة إرجائية إرجافية اعتزالية دقيقة خفية تتزي بزي السماحة والعلم بالخلاف والحكمة واعتبار الواقع – الذي لا يعرفه أكثرهم حقيقة - تبهر عقول العامة بآثار صحيحة أغراضهم فيها قبيحة.
فتروي عن الأئمة في ذلك دررا عن أدب الخلاف وتسامح الأئمة فيما بينها, والأدب حق في كل شيء لكن لنا تساؤلات تنبثق من فهم معنى الخلاف:
1-   هل كل خلاف لا إنكار فيه؟
2-   ما تفسير الآيات الدالات على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
3-   متى نغضب لله ومتى لا نغضب؟
وفي الحقيقة: إجابة هذه التساؤلات كلها واحدة جملة تغني عن الإكثار, وقبل مناقشة تلك التساؤلات, أريد أن أنوه عن ملاحظتي لما قد يتبادر إلى ذهن القارئ من تساؤل, ألا وهو:
ما وجه وصفهم بالإرجاء والإرجاف والاعتزال مع تناقضها؟

والجواب:
أنبه بداية على أنه لا يلزم بمن نتهمه ببدعة أو مخالفة أن يكون قد جمع خصال البدعة أو انتمائه لطائفة مبتدعة ما, لكن قد يكون ذلك الوصف واقعا على مسألة أصيلة شارك فيها تلك الطائفة.
فوجه وصفهم بالإرجاء الخفي: فذلك باعتبار المآل فلا يزالون يدندنون في كل أمر بمعروف أو نهي عن منكر بأدب الخلاف, حتى يضيع تعظيم شعائر الله في قلوب الناس وجوارحهم, فإذا كان كل خلاف لا يجوز فيه الإنكار, إذن سقط الدين, وضاع العمل تباعا.

وأما وجه وصفهم بالإرجاف – والذي أصله الاضطراب والحركة ويستخدم في القرآن بمعنى إخماد همة المسلمين وجهادهم: فذلك تبعا للوصف الأول – وإن كان كثيرا من مرجئة المتقدمين – نسبة لهم – كانوا أكثر وأشد نخوة من هؤلاء وحرصا على دين الله كما مرجئة الفقهاء وبعض من تأثر بالأشاعرة والماتريدية – وذلك أنهم إذا قيل لهم: هذا كفر وشرك, وذاك تشريع من دون الله, قالوا: دفعا للمفاسد, فأي المفاسد فضيلتكم؟ قالوا: حرمة الدماء, فيشيعون ذلك بين الناس حتى تشربه مريدوهم, إذن سقط الجهاد إذ الجهاد كله دماء, وأي دماء أعظم من الشرك؟!

وأما وجه وصفهم بالاعتزال: وذلك أنهم أضفوا - بأفعالهم – على مسائل الدين الظنية والشك وعدم القطعية إلا في مسائل قليلة – وإن كان من الصعوبة تحديدها – فصاروا كالمعتزلة جعلوا الدين أصولا وفروعا والأصول هي ما كانت قطعية الدلالة والنظر, والفروع ما دون ذلك. وما كان غير قطعي الدلالة فليس لله فيه حكم في الباطن إنما حكمه في كل مجتهد فيما أداه إليه اجتهاده, وهو قول أبي الهذيل العلاف المعتزلي ومن تبعه كأبي علي الجبائي وابنه. خلافا لأكثر معتزلة بغداد (الفتاوى لابن تيمية 19| 205).
ونعود لتساؤلاتنا نمر مرورا سريعا:

1-   هل كل خلاف لا إنكار فيه؟
2-   هل الغضب لله عصبية مذمومة؟
3-   ما تفسير الآيات الدالات على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
وكنا قد ذكرنا أن الإجابة لتلكم التساؤلات واحدة لا يعرف هؤلاء جوابها إلا من حيث الكلام النظري المجرد المعطل عن التوظيف الواقعي, ولست أريد بقولي هؤلاء الذين يسكتون ولا يضرون, ويجلسون في بيوتهم لا يقولون الباطل, فالسكوت عن الحق أفضل من التكلم بالباطل وها أنا ذا أتكلم من خلف الشاشات أجلس في بيتي (قاعدا) لا أنفع أهل الثغور إلا بثرثرات قد يصفق لها الغيورون – تشجيعا - ويتجاهلها المخالفون, وإنما مرادي بهؤلاء الذين يدافعون عن الباطل ويصبغونه الصبغة الشرعية باسم أدب الخلاف, ولستُ حجة لكن إنما لبيان مرادي فكيف أنهى عن شيء وآتيه وإن جاز خلافا للمعتزلة؟!.
وجوابي سيكون بنقل واحد دون تعليق أو تقرير وسأعتمد على فهم القارئ بعد توفيق الله حتى لا أطيل الجواب وإلا فالكلام ذو شجون:

هل كل خلاف لا إنكار فيه؟
يجيب عن ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين (3/ 288)
قال: [وقولهم إن مسائل الخلاف لا إنكار فيها ليس بصحيح فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول والفتوى أو العمل أما الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعا شائعا وجب إنكاره اتفاقا إن لم يكن كذلك فإن بيان ضعفه ومخالفته للدليل إنكار مثله وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره بحسب درجات الإنكار وكيف يقول فقيه لا إنكار في المسائل المختلف فيها والفقهاء من سائر الطوائف قد صرحوا بنقص حكم الحاكم إذا خالف كتابا أو سنة وإن كان قد وافق فيه بعض العلماء وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم تنكر على من عمل بها مجتهدا أو مقلدا ]اهــ

هل الغضب لله عصبية مذمومة؟
يجب عن ذلك ربنا تبارك وتعالى إذ يقول لنبيه – صلى الله عليه وسلم –
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]
روى غير واحد عن أبي سلمة – رضي الله عنه - أنه قال : [ لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، وكانوا يتناشدون الشعر في مجالسهم ، ويذكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه كأنه مجنون] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وأحمد في الزهد والبخاري في الأدب المفرد.

ماذا نفعل بالآيات الدالات على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

أي ما هو المعروف حتى نثبته وما هو المنكر حتى ننكره أليس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبا؟
يجيب عن ذلك شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط (ص: 297)
يقول: [لعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة بل الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا قوام لأحدهما إلا بصاحبه فلا ينهى عن منكر ولا يؤمر بمعروف يغني عنه كما يؤمر بعبادة الله وينهى عن عبادة ما سواه ]اهــ

حقيقة اللبس الذي وقع فيه هؤلاء والصواب في ذلك:

قال ابن القيم في إعلام الموقعين (3/ 288) [
[وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد كما اعتقد ذلك طوائف من الناس ممن ليس لهم تحقيق في العلم.
والصواب ما عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبا ظاهرا مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه فيسوغ فيها إذا عدم فيها الدليل الظاهر الذي يجب العمل به الاجتهاد لتعارض الأدلة أو لخفاء الأدلة فيها وليس في قول العالم إن هذه المسألة قطعية أو يقينية ولا يسوغ فيها الاجتهاد طعن على من خالفها ولا نسبة له إلى تعمد خلاف الصواب والمسائل]اهــ

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس فتنة إنما الأمر بالاستطاعة:

يجيب عن ذلك شيخ الإسلام في كتابه الماتع الاستقامة (1/ 41)[وكثير من الناس قد يرى تعارض الشريعة في ذلك فيرى أن الأمر والنهي لا يقوم إلا بفتنة فإما أن يؤمر بهما جميعا أو ينهى عنهما جميعا وليس كذلك بل يؤمر وينهى ويصبر عن الفتنة كما قال تعالى: {وأمر بالمعروف وانه عنه المنكر واصبر على ما أصابك}وقال عبادة بايعنا رسول الله ص على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا وألا ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا نخاف في الله لومة لائم فأمرهم بالطاعة ونهاهم عن منازعة الأمر أهله وأمرهم بالقيام بالحق]اهــ


مثال سريع:

اختلق الإعلام العلماني الكفري هيئة هزيلة لا تعرف معروفا وتحسن المنكر باسم – جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – فاضطر عامة المنتسبين للالتزام إلى التبرؤ من تلك الأفعال ويريدون بذلك الإنكار الباطل حتى تطور الأمر إلى أن قام بعضهم بنشر صورة مكتوب عليها – لو لقيت أي واحد بدقن (هكذا!) أو أي وحدة منقبة(هكذا!) بيقولك: لابسة ليه كده اقعلي اللي فرجلك واديها وصوتي ولمي الناس عليهم وقولي أمن دولة.أليست هذه هي الديموقراطية بعينها, أتأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف حتى وإن قصدتم فضح مجرمي أمن الدولة؟يقول تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ } [التوبة: 67]هلا قلت: إذا أمر هذا أو هذه بمعروف فأتمر به وإذا أمر بمنكر فأعصه فإن الأمر كله لله؟أقول: فإذا كان الأمر بالمعروف فتنة والجهاد إرهابا وخلاف الأولى والحق تشددا والغضب لله تعصبا فأي تطبيق لخطة السلام العالمي أفضل من ذاك؟سؤال: ما حقيقة الغضب العارم من ملتزمي اليهود على الماسونية والسلام العالمي؟سؤال يحتاج إلى مقال!والحمد لله في الأولى والآخرة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتبه: أبو صهيب الحنبلي.

فتنة: تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة(ج1)


فتنة: تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة(ج1)


مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة (4)[حلقات متصلة منفصلة]فتنة: تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة(ج1)الحمد لله وبعد:كنا قد تحدثنا في الأجزاء الثلاث السابقة عن مشاهد من أفهام تمثل الإسلام في أعين الناس – سواء كان عالما أو طبقة عظيمة غالبة من المقلدين أو الأتباع وإن كان بعضهم مثقفين - وتتفانى في بذل الجهد بإخلاص لترسيخ ما يظنون به أنهم يحسنون صنعا وهم في الحقيقة مسلسلون في هامات الوحل – ولا أقول في قعرها إذ لا يزال قعرها محجوزا لأهله من المنافقين نفاقا تاما لا من أدرك شعبة من شعبه أو أصابه كفر بتأويل – ولا يزال يسقطون الدَّركة تلو الدَّركة – عكس الدرجة – إذ يسيرون ويسير ورائهم الهوامُ من الأتباع والعوام يترخصون برُخَص رخيصة تسير في رَكب الجهل والظلمات والتشويه لمعالم الدين وأصوله – وإن أراد عَوامُهمُ الخيرَ – وفي هذا المقام نكشف النقاب – بإذنه تعالى - عن تلك المصطلحات والمعاني الغائبة بجهل أو تأويل – وليُنْتَبَهْ لهذَيْن القيدَيْن: الجهل والتأويل فلا أريدُ القاصدين والمنافقين نفاقا تاما فهؤلاء نفاقهم ظاهر عند كثير من المثقفين – وحتى يستقيم المقال ويتصور القارئ المعنى المقصود لابد تقرير بعض المسائل – وعلى العادة سنمر عليها مرورا لا يمل به القارئ ونعتمد على فهم القارئ بعد توفيق الله للكاتب والقارئ -:
المسألة الأولى: مصطلح الفتنة.كلما قام بعض الغيورين بشيء قالوا: هذه فتنة, كما حدث في الثورة – الخائبة – وكما حدث في مذبحة العباسية – وإن كنا نخالفهم في رايتهم – وفي حصار الكاتدرائية, وفي مظاهرة فك أسر الأخت كاميليا من سجون الصليبيين, وكذلك في مظاهرة نصرة الشهيد – بإذن الله – سيد بلال.فننظر إلى معاني الفتنة:1- فتأتي بمعنى البلاء والاختبار: وهي أصل الفتنة: [ الفتنة: الامتحان والاختبار. تقول: فتنت الذهب، إذا أدخلته النار لتنظر ما جودته. ودينار مفتون. قال الله تعالى: " إن الذين فتنوا المؤمنين "] الصحاح في اللغة للجوهري. ( باب فتن: 2/ 33) وليس في معنى من معاني الفتنة إلا وهو يرجع إلى هذا المعنى, وقد يكون ذلك البلاء بالخير أو بالشر كما في قوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].2- كما تأتي بمعنى الشرك: كما في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} [البقرة: 193], [ أي: شرك. قاله ابن عباس، وأبو العالية، ومجاهد، والحسن، وقتادة، والربيع، ومقاتل بن حيان، والسدي، وزيد بن أسلم.] تفسير ابن كثير (1/ 525).3- وتأتي بمعنى العذاب والعقاب ومنه قوله تعالى: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا } أي: عذاب وقتل] تفسير البغوي (3/ 82)4- وتأتي في استعمال العلماء وهذا هو الذي قَصُرَ معناه عند هؤلاء – إلا ما شاء الله – وهو عدم التمييز بين الحق والباطل, كما في الحديث: [والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قتل, قيل كيف يكون ذلك قال الهرج, القاتل والمقتول في النار] صحيح مسلم [2980] قال الكرماني : الهرج هو الفتنة. فتح الباري (1/ 140)فهنا محل الذم والوعيد لمن يشارك في قتالٍ قاتلا أو مقتولا لغير راية الإسلام ولغير أن تكون كلمة الله هي العليا وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال «يمنعني أن الله حرم دم أخي» فقالا: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}، فقال: «قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله»، صحيح البخاري (6/ 26), فانظر يرحمكم الله ماذا اختار الجليل ابن الجليل؟ لقد اختار ألا يقاتل إلا في سبيل الله وحده.ولاشك أن الحق كان مع ابن عمر ومن معه من أكابر الصحابة في ترك الفتنة كسعد بن أبي وقاص وأسامة بن زيد ومحمد بن مسلمة, وقد ميزوا فيه الحق من الباطل, وهو ترك القتال الذي وصفه ابن عمر بكونه – ليكون الدين لغير الله -. رغم أن هؤلاء كانوا مبايعين لعلي – رضي الله عنهم جميعا – لكنهم فرقوا بين البيعة والقتال وذلك أنهم يقاتلون في سبيل الله وفيما تكون به كلمة الله هي العليا فإن طاعته مقيدة على جلالة علي – رضي الله عنه – وعلمه وفضله بل كان أفضل مَنْ على وجه الأرض في ذلك الحين.!قال شيخ الإسلام: [ وأما أهل الجمل و صفين فكانت منهم طائفة قاتلت من هذا الجانب و أكثر أكابر الصحابة لم يقاتلوا لا من هذا الجانب ولا من هذا الجانب و استدل التاركون للقتال بالنصوص الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه و سلم - فى ترك القتال فى الفتنة و بينوا أن هذا قتال فتنة] مجموع الفتاوى (35/ 55)فما علة وصفكم لقتال الكفار المحاربين بالفتنة؟ فإن لم يكن فالعدة؟فإن لم يكن ذلك فما علة وصفكم للمظاهرات والإعتصامات - التي تقام لنصرة الدين أو فك الأسير – بالفتنة؟أغمي عليكم فيها الحق من الباطل؟أيهما أشد الفتنة أم القتل؟ (والفتنة الشرك).
وغير ذلك من تساؤلات لا تحتملها وريقات وقد اشترطنا الاختصار حتى لا يمل القارئ وللقارئ أن يتسائل بدوره.خاتمة:سؤال: أي دين هذا أهو المصلحة الشرعية أم المصلحة الشخصية؟سؤال يحتاج إلى مقال!نجيب عليه بإذن الله في المقال القادم ضمن أخواته من المصطلحات الغائبات لفظا أو معنى.والله حسبنا ونعم الوكيل.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوكتبه: أبو صهيب الحنبلي.

أصول فقه شيخ الإسلام.للشيخ العلامة ناصر الفهد - فك الله أسره - كتبه بالسجن: pdf (1.52 MB)

أصول فقه شيخ الإسلام للعلامة ناصر الفهد أملاه بسجن الحاير - فك الله أسره - ميجا ونصف فقط.
قال الشيخ: [ كما أنني أدعو كل من وقف على هذه النسخة إلى نشرها بين طلبة العلم وإلى نشرها خارج السجن وعلى شبكة الانترنت ليستفيد منها طلبة العلم في كل مكان ومن نشرها على الشبكة فليكتب في الصفحة الأولى ما يلي:
(أصول فقه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى)
(للحفظ)
(حقوق الطبع غير محفوظة)
ثم قال:

[ وقد وضعت لهذا المختصر مسود ثلاثة شروح (الوجيز) و(المبسوط), و(والعمدة), كما أنني نظمتها مع (أصول التفسير) في ألفية, وأسأل الله تعالى أن ييسر إخراج الجميع.]
(أقول): فك الله أسرك وأمتع الله بك وبعلمك شيخنا. وجزى الله الناقل والناشر خير الجزاء.
  الرابط [مباشر]

http://archive.org/download/owsool/owsool.pdf

فتنة تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة (ج2)


فتنة تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة (ج2)




مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة [5]
[حلقات متصلة منفصلة]
فتنة: تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, وأمثلة حية مريرة(ج2)
الحمد لله وبعد:
كنا قد تحدثنا في الجزء الأول من مقالنا [ فتنة تغييب المصطلحات ] – ضمن حلقات مشاهد وأنماط – عن فتنة عظيمة عمَّت وصمَّت كثيرَ الكثيرِ, ونجا منها قليلُ القليلِ حتى صار ذاك القليلُ شاذا غريباً. إذا أنكر قوبل بالتسفيه والجمود والتعصب – وخصمهم أحق به – وإذا صمَتَ. قالوا: متقوقعون لا ينفعون الإسلام, بل وتقربوا - بالتبرؤ من المتسننة - للعلمانيين والديمقراطيين الأوائل. وقد تقدم بيان ذلك جملةً في مقالنا: [أهو أدب الخلاف أم فن الإرجاء والإرجاف والإعتزال ] وفي المقال السابق قدمنا بمقدمة وضربنا مثالاً على فتنة تغييب المصطلحات وتمييع المعاني, فتكلمنا عن مصطلح الفتنة ومعناها الشرعي وما غلب استعماله عند هؤلاء فإنما بمعنى إخماد الهمم والبخل بالنفس بحجة حرمة الدماء وإن كانت في رفع كلمة الله, فبينا زيف تلك الأفهام وسقوطها, وخيبة نظرها للواقع.
وفي هذا المقال - بإذن الله – نتابع الكشف عن تلكم المعاني الغائبة, وإن كنا سنرجئ الكلام عن تغييب المصطلحات لمقال ومقام آخر للحاجة الملحة, ومن تلك المعاني[ واعذروني لصعوبة المقال هذه المرة فوالله بذلت جهدا في تسهيله بل أخشى أن أكون مقصرا لكونه طويلاً جدا وله ذيل بباب القياس وهو أكبر أبواب الأصول وأشدها, لكنه ضروري فمصطلح هذه المرة مشهور جدا ويستعمل كثيرا لإبطال أصول الدين اعتبارا لجزئيات ومصالح وهمية فقلت: لا يسقط الميسور بالمعسور وما لا يدرك كله لا يترك جله ]:
- المصلحة الشرعية: ويطلق عليها البعض مصطلح (مصلحة الدعوة) وفي عرف الأصوليين يغلب إطلاق لفظ (المصالح المرسلة) ويطلق عليها أحيانا: (الاستدلال) أو (الاستصلاح), ( لكنهم يجعلونها ضمن المصلحة الشرعية العامة وهي التي لم يشهد لها الشرع بالاعتبار نصا ولا إلغاء, وهم يريدون بذلك ألا نص منفردا خاصا بها إنما تجيء بالتتبع والاستقراء للأدلة, وإلا فليس من حادثة إلا وهي داخلة تحت حكم من الأحكام التكليفية الخمسة. وعرفها الخوارزمي في الكافي بأنها: [والمراد بالمصلحة : المحافظة على مقصود الشرع بدفع المفاسد على الخلق .] البحر المحيط للزركشي (7/ 350)
- وفيها مسائل:
1. أنهما كلمتان: (المصلحة) مضافة إلى (الشرعية), والمصلحة ضد المفسدة. والشرعية للدلالة على أنها ليست بالهوى ولا بالظنون المجردة عن تتبع الأدلة واستقراء الشرع فيما يصلح وما لا يصلح.
2. وعلى ذلك فــ[المصالح بالإضافة إلى شهادة الشرع ثلاثة أقسام: أحدها: ما شهد الشرع باعتباره وهو القياس.
وثانيها: ما شهد الشرع ببطلانه.
ثالثها: ما لم يشهد له بالاعتبار ولا بالإبطال نص معين] اهـ المحصول للرازي (6/ 162 والتي بعدها).
3. والقياس حجة إذا ما توافرت أركانه: المقيس – المقيس عليه – العلة الجامعة, ولابد فيها من اعتبار الملائمة والمناسبة واعتبار الشارع لجنس الوصف في الحكم – الذي هو المقيس عليه – وإلا لصارت من المصالح المرسلة الباطلة. كما أنه لا قياس مع النص. وهذا المعنى متفق عليه, وإنما الخلاف في تفاصيله, واعتبار خفاء النصوص وظهورها والتوفيق في الاستدلال والفهم.
4. أن محل النزاع في الصنف الثالث وهو المصالح المرسلة التي لا نص عليها ويسمونها (النوازل): وقد وقع الخلاف في العمل به – أي هذا الصنف -. قال القرافي [ما لم يشهد له الشرع بالاعتبار ولا بالبطلان ، وهذا في محل النظر ، وهي المصالح الحاجية والتحسينية فلا يجوز الحكم بمجردها ما لم تعضد بشهادة الأصول لأنه يجري مجرى وضع الشرع بالرأي ، وإذا اعتضد بأصل فهو قياس] اهـ الفروق(7/ 121)
5. حرص العلماء في العمل بهذا الباب:
· ومن أشهر من ترك العمل به الشافعي, وما قاله في الرسالة: [ من استحسن فقد شرع ] وقد ناظر في ذلك محمد بن الحسن الشيباني, وإنما مقصوده الاستحسان من غير دليل شرعي واستقراء للنصوص. وينظر البحر المحيط للزركشي (7\350 وما بعدها )
· وقال القاضي – الباقلاني - الحجة التي نرجع إليها في الاستحسان هي الكتاب تارة والسنة تارة والإجماع تارة والاستدلال يترجح بعض الأصول على بعض] بدائع الفوائد (4/ 936)
· اختيار الغزالي والبيضاوي وغيرهما تخصيص الاعتبار – بالمصالح المرسلة - بما إذا كانت تلك المصلحة ضرورية قطعية كلية ، فإن فات أحد هذه الثلاثة لم يعتبر, والمراد ب " الضرورية " ما يكون من الضروريات الخمس التي يجزم بحصول المنفعة منها و " الكلية " لفائدة تعم جميع المسلمين احترازا عن المصلحة الجزئية لبعض الناس ، أو في حالة مخصوصة] المصدر السابق.
· وقال ابن دقيق العيد : لست أنكر على من اعتبر أصل المصالح، لكن الاسترسال فيها وتحقيقها يحتاج إلى نظر شديد ربما خرج عن الحد المعتبر .] البحر المحيط (7/ 355)
· وهنا كلام جامع لشيخ الإسلام ولولا خشية الإطالة لأوردته كله قال – بعد أن ذكر طرق تناول العلماء واستعمالهم للمصالح المرسلة والاستحسان – [والقول الجامع أن الشريعة لا تهمل مصلحة قط بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه و سلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك لكن ما اعتقده العقل مصلحة وان كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر أو أنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة وكثير ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع فى الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة كما قال تعالى: فى الخمر والميسر[ قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما]] مجموع الفتاوى (11/ 344), وفي تفسير تلك الآية كلام عظيم للطبري يرجى مراجعته.
· قال الزركشي في الاستحسان: [وهذا مردود ، لأنه قول في الشريعة بمجرد التشهي ، ومخالف لقوله تعالى : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } لكن الحنفية ينكرون هذا التفسير لما فيه من الشناعة . ] البحر المحيط (7/ 372)
· قال القرافي [ما لم يشهد له الشرع بالاعتبار ولا بالبطلان ، وهذا في محل النظر ، وهي المصالح الحاجية والتحسينية فلا يجوز الحكم بمجردها ما لم تعضد بشهادة الأصول لأنه يجري مجرى وضع الشرع بالرأي ، وإذا اعتضد بأصل فهو قياس] اهـ الفروق(7/ 121)
6. أمثلة ضربها الأصوليون على المصالح المعتبرة والملغاة:
- مثال المعتبرة:
i. قال ابن تاج الشريعة بعد نقله اختيار الغزالي: [ كما لو تترس الكفار بجمع من المسلمين ونعلم أنا لو تركناهم استولوا على المسلمين وقتلوهم ولو رمينا الترس يخلص أكثر المسلمين فتكون المصلحة ضرورية ؛ لأن صيانة الدين وصيانة نفوس عامة المسلمين داعية إلى جواز الرمي إلى الترس] شرح التلويح على التوضيح (3/ 142).
ii. قال ابن القيم: [وأجاز شيخنا ابن تيمية الفطر للتقوى على الجهاد وفعله وأفتى به لما نازل العدو دمشق في رمضان فأنكر عليه بعض المتفقهين وقال ليس سفرا طويلا فقال الشيخ هذا فطر للتقوى على جهاد العدو وهو أولى من الفطر للسفر يومين سفرا مباحا أو معصية والمسلمون إذا قاتلوا عدوهم وهم صيام لم يمكنهم النكاية فيهم وربما أضعفهم الصوم عن القتال فاستباح العدو بيضة ألإسلام وهل يشك فقيه أن الفطر ههنا أولى من فطر المسافر وقد أمرهم النبي في غزوة الفتح بالإفطار ليتقووا على عدوهم فعلل ذلك للقوة على العدو لا للسفر والله أعلم] بدائع الفوائد (4/ 846) لم نسمع إلا بالجواز لللاعبين.!
- مثال الملغاة:
i. قال فخر الرازي في معرض كلامه عن أنواع المصالح المرسلة الباطلة: [وثانيها: ما شهد الشرع ببطلانه. مثاله: قول بعض العلماء لبعض الملوك لما جامع في نهار رمضان عليك صوم شهرين متتابعين فلما أُنْكِرَ عليه حيث لم يأمره بإعتاق رقبة قال لو أمرته بذلك لسهل عليه ولاستحقر إعتاق رقبة في قضاء شهوته. واعلم أن هذا باطل لأنه حكم على خلاف حكم الله تعالى لمصلحة تخيلها الإنسان بحسب رأيه ثم إذا عرف ذلك من جميع العلماء لم تحصل الثقة للملوك بفتواهم وظنوا أن كل ما يفتون به فهو تحريف من جهتهم بالرأي.] اهـ المحصول (6/ 162 والتي بعدها). وهي مسألة التترس المعروفة وكتب ابن تيمية مليئة بهذا المعنى لكن ذكرنا كلام الغزالي للتنويع.
ii. قال ابن دقيق العيد: [ وقد نقلوا عن عمر رضي الله عنه أنه قطع لسان الحطيئة بسبب الهجو فإن صح ذلك فهو من باب العزم على المصالح المرسلة وحمله على التهديد الرادع للمصلحة أولى من حمله على حقيقة القطع للمصلحة وهذا يجر إلى النظر فيما يسمى مصلحة مرسلة قال وشاورني بعض القضاة في قطع أنملة شاهد والغرض منعه عن الكتابة بسبب قطعها وكل هذا منكرات عظيمة الموقع في الدين واسترسال قبيح في أذى المسلمين انتهى] إرشاد الفحول للشوكاني (2/ 78)
7. أقسام المقصود من شرع الحكم واختلاف مراتبه:
المقاصد الخمسة التي لم تخل من رعايتها ملة من الملل، ولا شريعة من الشرائع، وهي: حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال فإن حفظ هذه المقاصد الخمسة من الضروريات، وهي أعلى مراتب المناسبات.والحصر في هذه الخمسة الأنواع إنما كان نظرا إلى الوقوع والعلم بانتفاء مقصد ضروري خارج عنها في العادة.:
أما حفظ الدين فبشرع قتل الكافر المضل وعقوبة الداعي إلى البدع.
وأما حفظ النفوس: فبشرع القصاص.
وأما حفظ العقول: فبشرع الحد على شرب المسكر.
وأما حفظ الأموال: التي بها معاش الخلق، فبشرع الزواجر للغصاب والسراق.] الأحكام للآمدي (3/ 274) وانظر للفائدة: (المحصول للرازي 5\220) وأنوار البروق للقرافي [7\112] والبحر(7\129)
8. أن هذه المراتب تقدم على غيرها وأنه يقدم الدين على غيره, قال ابن الهمام الحنفي[ والضرورية على الحاجية والدينية منها على غيرها ) قال ابن الأمير – تلميذه - أي وإذا تعارضت أقسام من المناسب رجحت بحسب قوة المصلحة فرجحت المقاصد الخمسة الضرورية التي هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال على ما سواها من المقاصد الحاجية وغيرها] التقرير والتحبير لابن الأمير الحنفي (5/ 472)
9. وأخيرا: تطويع الناس ودفعهم للاستسلام له هو أصل هذا الدين بل الإسلام لا يقوم إلا على قدم الاستسلام كما قال الزهري وغيره من السلف وفي الحديث [ إنك تقدم قوما أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه توحيد الله فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ] أخرجاه, وهذا لا يخفى إخواننا.
المصلحة الشرعية:
هي إذعان الناس لتوحيد رب العالمين والاستسلام التام له والخضوع والذل له – جل في علاه – وليس لدين الديموقراطية.
أسئلة على المقال:
أي مصلحة ترجى في تطويع الناس لحكم الشعب؟ حتى صار الحاكم والمحكوم هو الشعب, وأي شعب؟ (إن الحكم إلا للشعب)؟!
وهل حفظ النفس: هو ترك المسلمين أسرى وترك البلاد تغتصب في سبيل حفظ البقية؟ وكلما اغتصبت أرض صار تركها واجبا لحرمة دماء البقية؟ فلماذا الخوف على الآمنين دون التحريض على فك الأسر؟
خاتمة:
هل التوافق في الصور المجردة من الاستسلام التام التابع لإعلاء كلمة الله يسمى إسلاما؟
سؤال: لا يحتاج إلى مقال ... فهو أصل الدين ... ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ـــــــــــــــــــــــــ
انتهى وعذرا للإطالة.
والحمد لله رب العالمين.
أبو صهيب الحنبلي.

حادثة: رد الشيخ بكر أبي زيد على المدخلي وسبب طعن المدخلي فيه.

حادثة: رد الشيخ بكر أبي زيد على المدخلي وسبب طعن المدخلي فيه.

حادثة: (رد الشيخ بكر أبو زيد على المدخلي وسبب طعن المدخلي في الشيخ)
أبطالها:

1- الشيخ بكر أبو زيد.
2- ربيع المدخلي.
3- الشيخ سيد قطب. 

أحداثها: طلب المدخلي بإلحاح من الشيخ بكر أبي زيد أن يقدم لكتابه الذي انتقد فيه منهج الشيخ سيد بجهل وتكلف, فوافق الشيخ بكر على قراءته فنظر فيه ثم ماذا كانت النتيجة؟
أرسل له الشيخ بكر أبو زيد رسالة مهذبة جدا جامعة مانعة مختصرة.
تسمى (النصيحة الذهبية) وتنشر أيضا باسم (الخطاب الذهبي)
فكان ماذا؟

قام المدخلي. بتصنيف كتاب أسماه الحد الفاصل بين الحق والباطل.
وقد وصف كتابه في موقعه - سواء هو أو القائم عليه -:
هو رد على خطاب بكر أبي زيد (والتي سميت بالنصيحة الذهبية) حيث دافع عن سيد قطب واتهم الشيخ ربيعا باتهامات باطلة، ومن أراد معرفة بطلان هذه الرسالة فليقرأ هذا الرد المفحم.)اهـــ
لاحظوا (بكر أبي زيد) و (الرد المفحم),
وكان قبلها يتودد إليه لكتابة مقدمة,
بل نقل بعضهم أنه كان يصفه بالعلامة (هذا الأخير خبر قرأته لا أدري صدق صاحبه)
ــــــــــــــــــــــــــــ
فماذا كانت الرسالة؟
الخطاب الذهبي .. عن سيد قطب .. الشيخ بكر عبدالله أبو زيد
فضيلة الأخ الشيخ / ربيع بن هادي المدخلي .. الموقر

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد

فأشير إلى رغبتكم قراءة الكتاب المرفق "أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره".. هل من ملاحظات عليه ثم هذه الملاحظات هل تقضي على هذا المشروع فيطوى ولا يروى، أم هي مما يمكن تعديلها فيترشح الكتاب بعد الطبع والنشر ويكون ذخيرة لكم في الأخرى، بصيرة لمن شاء الله من عباده في الدنيا، لهذا أبدي ما يلي..


1- نظرت في أول صفحة من فهرس الموضوعات فوجدتها عناوين قد جمعت في سيد قطب رحمه الله، أصول الكفر والإلحاد والزندقة، القول بوحدة الوجود، القول بخلق القرآن، يجوز لغير الله أن يشرع، غلوه في تعظيم صفات الله تعالى، لا يقبل الأحاديث المتواترة، يشكك في أمور العقيدة التي يجب الجزم بها، يكفر المجتمعات ..إلى أخر تلك العناوين التي تقشعر منها جلود المؤمنين.. وأسفت على أحوال علماء المسلمين في الأقطار الذين لم ينبهوا على هذه الموبقات.. وكيف الجمع بين هذا وبين انتشار كتبه في الآفاق انتشار الشمس، وعامتهم يستفيدون منها، حتى أنت في بعض ما كتبت، عند هذا أخذت بالمطابقة بين العنوان والموضوع، فوجدت الخبر يكذبه الخبر، ونهايتها بالجملة عناوين استفزازية تجذب القارئ العادي، إلى الوقيعة في سيد رحمه الله، وإني أكره لي ولكم ولكل مسلم مواطن الإثم والجناح، وإن من الغبن الفاحش إهداء الإنسان حسناته إلى من يعتقد بغضه وعداوته.

2- نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد:

أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق.

أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس.. وإليك الدليل…

أولاً: رأيت الاعتماد في النقل من كتب سيد رحمه الله تعالى من طبعات سابقة مثل الظلال والعدالة الاجتماعية مع علمكم كما في حاشية ص 29 وغيرها، أن لها طبعات معدلة لاحقة، والواجب حسب أصول النقد والأمانة العلمية، تسليط النقد إن كان على النص من الطبعة الأخيرة لكل كتاب، لأن ما فيها من تعديل ينسخ ما في سابقتها وهذا غير خاف إن شاء الله تعالى على معلوماتكم الأولية، لكن لعلها غلطة طالب حضر لكم المعلومات ولما يعرف هذا ؟؟، وغير خاف لما لهذا من نظائر لدى أهل اعلم، فمثلاً كتاب الروح لابن القيم لما رأى بعضهم فيما رأى قال: لعله في أول حياته وهكذا في مواطن لغيره، وكتاب العدالة الاجتماعية هو أول ما ألفه في الإسلاميات والله المستعان.

ثانيًا: لقد اقشعر جلدي حينما قرأت في فهرس هذا الكتاب قولكم (سيد قطب يجوز لغير الله أن يشرع)، فهرعت إليها قبل كل شيء فرأيت الكلام بمجموعه نقلاً واحدًا لسطور عديدة من كتابه العدالة الاجتماعية) وكلامه لا يفيد هذا العنوان الاستفزازي، ولنفرض أن فيه عبارة موهمة أو مطلقة، فكيف نحولها إلى مؤاخذة مكفرة، تنسف ما بنى عليه سيد رحمه الله حياته ووظف له قلمه من الدعوة إلى توحيد الله تعالى (في الحكم والتشريع) ورفض سن القوانين الوضعية والوقوف في وجوه الفعلة لذلك، إن الله يحب العدل والإنصاف في كل شيء ولا أراك إن شاء الله تعالى إلا في أوبة إلى العدل والإنصاف.

ثالثًا: ومن العناوين الاستـفـزازيـــة قولكم (قول سيد قطب بوحدة الوجود).

إن سيدًا رحمه الله قال كلامًا متشابهًا حلق فيه بالأسلوب في تفسير سورتي الحديد والإخلاص وقد اعتمد عليه بنسبة القول بوحدة الوجود إليه، وأحسنتم حينما نقلتم قوله في تفسير سورة البقرة من رده الواضح الصريح لفكرة وحدة الوجود، ومنه قوله: (( ومن هنا تنتفي من التفكير الإسلامي الصحيح فكرة وحدة الوجود)) وأزيدكم أن في كتابه (مقومات التصور الإسلامي) ردًا شافيًا على القائلين بوحدة الوجود، لهذا فنحن نقول غفر الله لسيد كلامه المتشابه الذي جنح فيه بأسلوب وسع فيه العبارة.. والمتشابه لا يقاوم النص الصريح القاطع من كلامه، لهذا أرجو المبادرة إلى شطب هذا التكفير الضمني لسيد رحمه الله تعالى وإني مشفق عليكم.

رابعًا: وهنا أقول لجنابكم الكريم بكل وضوح إنك تحت هذه العناوين (مخالفته في تفسير لا إله إلا الله للعلماء وأهل اللغة وعدم وضوح الربوبية والألوهية عند سيد) .

أقول أيها المحب الحبيب، لقد نسفت بلا تثبت جميع ما قرره سيد رحمه الله تعالى من معالم التوحيد ومقتضياته، ولوازمه التي تحتل السمة البارزة في حياته الطويلة فجميع ما ذكرته يلغيه كلمة واحدة، وهي أن توحيد الله في الحكم والتشريع من مقتضيات كلمة التوحيد، وسيد رحمه الله تعالى ركز على هذا كثيرًا لما رأى من هذه الجرأة الفاجرة على إلغاء تحكيم شرع الله من القضاء وغيره وحلال القوانين الوضعية بدلاً عنها ولا شك أن هذه جرأة عظيمة ما عاهدتها الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل قبل عام (1342هـ ).

خامسًا: ومن عناوين الفهرس (قول سيد بخلق القرآن وأن كلام الله عبارة عن الإرادة).. لما رجعت إلى الصفحات المذكورة لم أجد حرفًا واحدًا يصرح فيه سيد رحمه الله تعالى بهذا اللفظ (القرآن مخلوق) كيف يكون هذا الاستسهال للرمي بهذه المكفرات، إن نهاية ما رأيت له تمدد في الأسلوب كقوله (ولكنهم لا يملكون أن يؤلفوا منها ـ أي الحروف المقطعة ـ مثل هذا الكتاب لأنه من صنع الله لا من صنع الناس) ..وهي عبارة لا شك في خطأها ولكن هل نحكم من خلالها أن سيدًا يقول بهذه المقولة الكفرية (خلق القرآن) اللهم إني لا أستطيع تحمل عهدة ذلك.. لقد ذكرني هذا بقول نحوه للشيخ محمد عبد الخالق عظيمة رحمه الله في مقدمة كتابه دراسات في أسلوب القرآن الكريم والذي طبعته مشكورة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فهل نرمي الجميع بالقول بخلق القرآن اللهم لا، واكتفي بهذا من الناحية الموضوعية وهي المهمة.

ومن جهات أخرى أبدي ما يلي:

1- مسودة هذا الكتاب تقع في 161 صفحة بقلم اليد، وهي خطوط مختلفة، ولا أعرف منه صفحة واحدة بقلمكم حسب المعتاد، إلا أن يكون اختلف خطكم، أو اختلط علي، أم أنه عُهد بكتب سيد قطب رحمه الله لعدد من الطلاب فاستخرج كل طالب ما بدا له تحت إشرافكم، أو بإملائكم. لهذا فلا أتحقق من نسبته إليكم إلا ما كتبته على طرته أنه من تأليفكم، وهذا عندي كاف في التوثيق بالنسبة لشخصكم الكريم.

2- مع اختلاف الخطوط إلا أن الكتاب من أوله إلى أخره يجري على وتيرة واحدة وهي: أنه بنفس متوترة وتهيج مستمر، ووثبة تضغط على النص حتى يتولد منه الأخطاء الكبار، وتجعل محل الاحتمال ومشتبه الكلام محل قطع لا يقبل الجدال…وهذا نكث لمنهج النقد: الحيدة العلمية .

3- من حيث الصيغة إذا كان قارنًا بينه وبين أسلوب سيد رحمه الله، فهو في نزول، سيد قد سَمَا، وإن اعتبرناه من جانبكم الكريم فهو أسلوب "إعدادي" لا يناسب إبرازه من طالب علم حاز على العالمية العالية، لا بد من تكافؤ القدرات في الذوق الأدبي، والقدرة على البلاغة والبيان، وحسن العرض، وإلا فليكسر القلم.

4- لقد طغى أسلوب التهيج والفزع على المنهج العلمي النقدي…. ولهذا افتقد الرد أدب الحوار.

5- في الكتاب من أوله إلى آخره تهجم وضيق عطن وتشنج في العبارات فلماذا هذا…؟

6- هذا الكتاب ينشط الحزبية الجديدة التي أنشئت في نفوس الشبيبة جنوح الفكر بالتحريم تارة، والنقض تارة وأن هذا بدعة وذاك مبتدع، وهذا ضلال وذاك ضال.. ولا بينة كافية للإثبات، وولدت غرور التدين والاستعلاء حتى كأنما الواحد عند فعلته هذه يلقي حملاً عن ظهره قد استراح من عناء حمله، وأنه يأخذ بحجز الأمة عن الهاوية، وأنه في اعتبار الآخرين قد حلق في الورع والغيرة على حرمات الشرع المطهر، وهذا من غير تحقيق هو في الحقيقة هدم، وإن اعتبر بناء عالي الشرفات، فهو إلى التساقط، ثم التبرد في أدراج الرياح العاتية .

هذه سمات ست تمتع بها هذا الكتاب فآل غـيـر مـمـتـع، هذا ما بدا إلي حسب رغبتكم، وأعتذر عن تأخر الجواب، لأنني من قبل ليس لي عناية بقراءة كتب هذا الرجل وإن تداولها الناس، لكن هول ما ذكرتم دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه، فوجدت في كتبه خيرًا كثيرًا وإيمانًا مشرفًا وحقًا أبلج، وتشريحًا فاضحًا لمخططات العداء للإسلام، على عثرات في سياقاته واسترسال بعبرات ليته لم يفه بها، وكثير منها ينقضها قوله الحق في مكان أخر والكمال عزيز، والرجل كان أديبًا نقادة، ثم اتجه إلى خدمة الإسلام من خلال القرآن العظيم والسنة المشرفة، والسيرة النبوية العطرة، فكان ما كان من مواقف في قضايا عصره، وأصر على موقفه في سبيل الله تعالى، وكشف عن سالفته، وطلب منه أن يسطر بقلمه كلمات اعتذار وقال كلمته الإيمانية المشهورة، إن أصبعًا أرفعه للشهادة لن أكتب به كلمة تضارها... أو كلمة نحو ذلك، فالواجب على الجميع … الدعاء له بالمغفرة … والاستفادة من علمه، وبيان ما تحققنا خطأه فيه، وأن خطأه لا يوجب حرماننا من علمه ولا هجر كتبه.. اعتبر رعاك الله حاله بحال أسلاف مضوا أمثال أبي إسماعيل الهروي والجيلاني كيف دافع عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية مع ما لديهما من الطوا م لأن الأصل في مسلكهما نصرة الإسلام والسنة، وانظر منازل السائرين للهروي رحمه الله تعالى، ترى عجائب لا يمكن قبولها ومع ذلك فابن القيم رحمه الله يعتذر عنه أشد الاعتذار ولا يجرمه فيها، وذلك في شرحه مدارج السالكين، وقد بسطت في كتاب "تصنيف الناس بين الظن واليقين" ما تيسر لي من قواعد ضابطة في ذلك .

وفي الختام فأني أنصح فضيلة الأخ في الله بالعدول عن طبع هذا الكتاب "أضواء إسلامية" وأنه لا يجوز نشره ولا طبعه لما فيه من التحامل الشديد والتدريب القوي لشباب الأمة على الوقيعة في العلماء، وتشذيبهم، والحط من أقدارهم والانصراف عن فضائلهم..

واسمح لي بارك الله فيك إن كنت قسوت في العبارة، فإنه بسبب ما رأيته من تحاملكم الشديد وشفقتي عليكم ورغبتكم الملحة بمعرفة ما لدي نحوه… جرى القلم بما تقدم سدد الله خطى الجميع..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ــــــــــــــــــــــ
للفائدة الصورة الموضوعة هي صورة لكتاب من أقوى الكتب المختصرة التي هي عمدة للرد على المداخلة وتجاوزهم وعدم إنصافهم.
الفائدة منقولة في الجملة وترتيب أحداثها ونسج كلماتها وجمع ما ورد من غير ما مصدر هو جهدي المقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله في الأولى والآخرة.
أبو صهيب الحنبلي.

مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة [6]

مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة [6]

مشاهد وأنماط من أفهام مظلمة مشوَّهة. [6]
حلقات: [متصلة منفصلة]  
أمثلة لأفهام الديموقراطيين الجدد:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله وبعد:

في الحلقات السابقة كنا قد اعتدنا على بيان بعض ما يشتبه على الناس من المفاهيم الباطلة والمصلحات الغائبة ولكننا سنخالف عادتنا هذه المرة ذاكرين أمثلة لن نكثر التعليق عليها لكثرة الردود عليها ولسخف حجتها ومعارضتها وأحب أبتدأ بخير ما يصلح لهذا الباب وهو قوله تعالى:{ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ}.
ناقشت أحد الإخوة نقاشا طويلا امتد لساعتين – وكان يتناقش بأدب جم – وهذا النقاش كان قبله مثله فكلامي شبه مكرر لا جديد فيه إلا ما يكون من بعض التفصيلات وذلك أن كلامي واهتمامي في بيان قضية التوحيد وأسلمة العباد لرب العباد, فقال لي صاحبي: ياشيخ: ما تقول في حق رجل يعتقد أنك على الحق لكنه يريد أن يعمل مع الجماعة [الكثرة الغالبة] ... ؟!
ـــــــــــ
حادثت أحد الإخوة فقال لي: نحن على طريق واحد لكن محل الخلاف في التفصيلات ...
قلت: ذكرني بالمادة الدستورية الشركية المفسرة للمادة الثانية: [ ومبادئ الشريعة تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة عند أهل السنة ] وهل هناك كليات من غير تفصيلات؟
وهل هناك قواعد لا يدخل تحتها قضايا؟ ما هي إلا كملك بلا مُلك ولا شعب.
ـــــــــ
ما حادثت أحدا قط إلا وفي آخر النقاش اعتل بقوله: [يعني نسيبها للعلمانيين]؟!
وده على أساس إنها كانت أو أصبحت خلافة إسلامية؟
ثم نقول: ومن قال لك اتركها لماذا لا تقومون بثورة إسلامية على هؤلاء الحفنة الصليبية المرتدة وقد جردوكم من ثيابكم وصرتم تضربون وتقتلون باسم الصليب؟ وقد كنا والله نخبرهم ونذكرهم بقوله تعالى:
[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] وأن لفظ [عنك] هنا ليس المقصود بها ذاته المجردة من الصفات بل المقصود لن ترضى عنك وأنت على تلك الصفة [الإسلام] فإذا تجردت من دينك تحقق قوله [حتى تتبع ملتهم].
ــــــــــ
وقال لي بعضهم:
الكلام الذي تقوله فيه مثالية تحتاج إلى قلب وإيمان شديد.
قلت: لست أفضل من الذي سأل النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا لم يكن للناس جماعة ولا أمير فقال له: اعتزل الفرق كلها والزم بيتك] فعلى الأقل لن تشارك في صناعة طاغوت يعبد من دون الله.
ــــــــــ
زارني أحد أقارب زوجتي فافتتح النقاش متكلما بحماسة وكان يسمع عني ولم يرني إلا مرة عابرة فيها سلام وشبهه ..  وكان من ضمن ما سأل: ما رأيك في الدستور ... فذكرت له الكلام جملة وأنه شرك ويعبد من دون الله وعلاقته بالاستسلام .. فقال لي: أنت تعلم أن محمد حسان من قادة الدعوة السلفية ولا يقول هذا ... 
فعلمت حينها أنه بالكاد التحى أو من المبتعدين عن المناهج والمفاهيم ... ولن تفلح معه كلماتي ..
فابتدأت معه من أسفل .. ثم علوا .. علوا .. ثم قال: والله أنا معك وكلام زي الفل وأنا متأكد إنه دستور شركي بس .. وما أدراك ما بعد بس .. إذا رأيت الأخ قال [بس] فاعلم أن بعدها نسخ [وضعي] للقرآن والسنة – لم يعرفه محمد صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه -, أو كلام محفوظ أو شبهة تافهة أو هوى ظاهر. 
بس ايه ؟ بس هي مسألة وقت. 
ولا أخفيكم أظنه خيرا ممن مضى ذكرهم فبجلسة واحدة أخذ يستمع ويسأل ولا يضيق صدره للمخالفة.
ــــــــــــــــــــ
أحد الإخوة: قال لي بعد أن رأى بأم عينيه ما جرته إليهم الديموقراطية الشركية, نعم والله كنت على الحق يا شيخ لقد قلتها في نفسي فزتم ونجيتم وهؤلاء ضللونا .. ثم بعدها تارة رأيته يشارك وينافح عن تلك الأليات الديموقراطية الشركية ... قائلا: يا شيخ إن أعمار أهل العلم فنيت ولاشك أن بينك سنك وسنهم ما يرجح قولهم, وقد تراجع الكثير عما يقولون بعدما مرت به السنون ... 
حقيقة لم أجد فرصة الرد ... لكثرة المتكلمين واشتعال الحوار وكونهم في استضافتي مع عجلتهم في الذهاب.
ولم يغضبني أمره أكثر من اسلوبه في الاحتجاج وليس في ذات الحجة ... 
فمن السهل أن يقال: إن موسى ناظر آدم – عليهما السلام – فحج آدم موسى كما في الصحيح, وموسى ممن فضلهم الله على آدم بغير صفة فهو كليم الله ورسوله وآدم مختلف فيه أهو رسول أم نبي فقط, وموسى من أولي العزم من الرسل وتلك فضيلة لم تك لآدم عليه السلام.
وغير ذلك: فقد كان من عباقرة الإسلام يفوته ما لم يفت بعض طلبة العلم الصغار في عصرنا.
بل أقول: إن العالم بل طالب العلم له أن يرجح قولا مغايرا لقول صحابي إذا وقع في الأمر خلاف بين الصحابة ... ويكون الحق مع العالم أو طالب العلم.
بل إن ابن عباس: بقي زمنا يجوز نكاح المتعة ولم يصله النسخ مع فضله وعلمه بينما يعلمها من هو دونه.
فلم يكن الأمر في الحجة وهوانها لكنه الاحتجاج .. أو يدفع الحق بمثل هذا؟
ــــــــــــــــــــــ
قلت لأحد الأقارب: وهو مثقف غيور على الدين – في الجملة – أنت تخادع نفسك تريد أن تأخذ من كل أمر جماله .. إذا ذكر الجهاد أخذت منه العزة, وإذا ذكر الإسلاميون الديموقراطيون قلت: الإيجابية والعمل السياسي والحركي .. فاشتد الأمر عليه ... فقلت هذا حق ولا تحزن فكثير وقع في هذا. 
لكنه على الأقل قال لي: أنا مقاطع الدستور .. قرار أخير.
ــــــــــــــــــــ
وهناك أمثلة كثيرة فعلا من أشباه المثال السابق تكلمنا عنها ... 
ولفك شفرات هذه الوجوه .. فالتذبذب ليس حاصلا بسبب قلة الآثار أو الحجج ولكنه الخوف من مخالفة الكثرة والمعاداة لهم فإن بعض هؤلاء منغمس في التيار السياسي وله مقام بينهم .... إنها خشية المواجهة ولذلك يقول لي بعضهم ... لماذا لا تصل للشيوخ .. يريد من يؤيده فعلا.
ولذلك لا يغرني تأييد المؤيدين لأني أعلم أنه عند اللقاء تختلط ضربات القلب .. أيهم أكثر؟
فإذا جاء يوم الديموقراطية وعيدها احتفل الناس !
ـــــــــــــــــــ
ملاحظة: كل من تكلم في حقي المجرد – من المقلدين المخلصين – فهو في حل مني أما من أراد بذلك تغليب الباطل – الشرك – على الحق فليس في حل بل أسأل الله أن يخزيه. (وهم في خزي ورب الكعبة)
ـــــــــــــ
أنا في [فترة نقاهة]
وسلوا الله لأنفسكم الثبات فما أحوجنا إليه.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More