تعديل

الثلاثاء، 24 مارس 2015

ما حكم الشات بين الإخوة والأخوات

- تقول السائلة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم المحادثة عبر العام بين الجنسين والشات أيضا ؟ 
- الجواب : 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله وحده وبعد:
من ضروريات الدين أن الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه, ومسائل التواصل عبر شبكات الانترنت مسألة حادثة في ذاتها إلا أنه ما من مسألة إلا وهي داخلة خاضعة لأي من الأحكام التكليفية الخمس, وإنما القصد هو تبيان أن المسألة محل نظر في ثلاثة أركان:
- فهم حيثيات النازلة أعني التواصل.
- التفريق بين الخلوة والاختلاط.
- اعتبار الفتن وخراب الذمم.
- تنزيل النصوص بإحكام.
وبالنظر إلى حيثيات التواصل عبر شبكات الاتصال فهي:
عبارة عن تواصل بين الأشخاص بعضهم البعض عبر معرِّف مجهول صاحبه لا يعرف منه إلا ما أخبر به عن نفسه, والتواصل هذا له أنواع:
1- تواصل من حيث النوع:
- إما أن يكون تواصلا بين أبناء الجنس الواحد.
- أو بين جنسين مختلفين.
2- تواصل من حيث الكيف:
- إما أن يكون عبر العام يراه الكافة.
- وإما أن يكون خاصا.
وأما بالنظر إلى حقيقة الخلوة والاختلاط:
والخلوة: اسم المرة من خلا يخلو: انفرد، المكان الذي يختلي فيه الانسان بنفسه, وخلو الرجل بامرأة وجودهما وحدهما في مكان ما. ينظر معجم لغة الفقهاء (ص: 200)
والاختلاط: أصله من دخول الشيء في الشيء, واختلاط الرجال في النساء مخالطتهن والدخول بينهن, ينظر معجم لغة الفقهاء (صــ149)
والنتيجة: إن بين الخلوة والاختلاط عموم وخصوص, فاشتركا في كونهما يطلقان على مكان ما – غالبا – واختلفا أن الخلوة: وهي الانفراد ويكون فيها المرء مع نفسه وقد تقيد فيقال: اختلى بامرأة, أي انفرد بها.
أما الاختلاط فتطلق وتراد غالبا دخول الرجال في النساء, لا الانفراد.
وأن الأدلة النازلة إنما هي على الخلوة بين الجنسين في مكان يكون طريقا إلى الزنا.
وبالنظر إلى ظهور الفتن وخراب الذمم:
فإن المرأة صارت مطمعا لكل الهوام والعوام مع فشو الجهل وعلو الشرك محل كتاب الله تعالى, وهيمنت العلمنة وصار الإسلام في القلب, والخداع فكرا ودهاء, والتحرر من الأخلاق والذمم حرية وتقدما, ونخلص من هذا الاعتبار إلى أمرين:
1- الابتعاد عن مواطن الشبهات, وذلك حفظا لعرض المسلمات من أهل النميمة والغيبة, وفي الحديث المعروف (إنها صفية). ويروى في ذلك أيضا: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
2- تجنب مواطن الشهوات: فإن القلب ضعيف والفتن خطافة كما قال بعض السلف, وقد وصف الله تعالى الإنسان بأنه (ضعيف) و(جهول).
تنزيل النصوص بإحكام: وذلك أن البعض ينزل النصوص على أنها كل محادثة أو كل كلمة أو كل نقاش أو هاتف يكون خلوة من الخلوات المحرمة, وهو في الحقيقة لم يضبط ابتداء حقيقة الخلوة, ولا مقصود النصوص, وهناك آخر لا يراعي سد الذريعة واعتبار الفتن وخراب الذمم, والحق بين ذلك وذاك.
فبالنظر إلى النصوص الواردة في الباب.
فهي لا تخرج عن:
1- النهي عن اقتراب الزنا. (ولا تقربوا الزنا)
2- النهي عن تتبع خطوات الشيطان. (ولا تتبعوا خطوات الشيطان)
3- النهي: السفر من غير محرم, أو الدخول عليها. (لا يدخل رجل على امرأة ولا يسافر معها إلا ومعهما ذو محرم ) صحيح مسلم.
4- التصريح في النهي عن الدخول على مغيبة ( وهي تلك التي غاب عنها زوجها ) إلا ومعه الرجل والرجلان. (لا يدخلن أحدكم على مغيبة إلا ومعه الرجل والرجلان) في الصحيحين.
5- عدم الخضوع في القول والأمر بالقول بالمعروف, ( فلا تخضعن بالقول) .. (وقلن قولا معروفا).
6- أن المرأة فتنة على الرجل إلا إذا استقامت. ( ما تركت فتنة أشد على الرجال منكن ) في الصحيح.
والخلاصة بعد توضيح مختصر لحيثيات المسألة وواقعها:
أن الأصل هو حفظ المرأة من الفتن وأمرها بعدم الخضوع في القول والستر وعدم الخروج إلا لحاجة, والابتعاد عن مواطن الشبهات. فيشترط .....
____
والخلاصة بعد توضيح مختصر لحيثيات المسألة وواقعها:
أن الأصل هو حفظ المرأة من الفتن وأمرها بعدم الخضوع في القول والستر وعدم الخروج إلا لحاجة, والابتعاد عن مواطن الشبهات. فيشترط للمشاركة والتواصل عبر الشبكة العنكبوتية ما يلي:
1- تجنب المواقع المحرمة في ذاتها. وهذا حرام بذاته.
2- اجتناب المحادثات الخاصة لغير حاجة. (درءا للفتن), والمحادثات الخاصة ليست خلوة إنما فقط درءا للفتن وإلا فهي أشبه بالهاتف الخلوي فيشترط فيها عدم الخضوع في الصوت وأن يكون كلامها معروفا حسنا عند أهل العفة والصلاح.
3- أن تكون المواقع أو الصفحات المشاركة فيها عامة يراها الكافة فإنه أسلم للقلب وأبعد للفتنة إذ يخشى المرء أن يذكر كلمة سوء تحسب عليه فإن لم يخش الله فسيستحي من الصالحين. (غالبا). وفي الحديث (لا يدخلن أحدكم على مغيبة إلا ومعه الرجل والرجلان) وهذا على التغليب أن الرجل إذا كان معه غيره يكون أبعد عن الفتنة نسبة لانفراده بالمرأة.
4- أن يكون الرد أو التعليق لحاجة ليس لمجرد الرد.
5- أن بعض هذه الشروط: منصوص عليها وبعضها اعتبارات لدرء الفتن واعتبارها دل عليه الواقع والحس والتجربة, وفي الحديث ( وبينهما أمور مشتبهات )
وبناء على ذلك: فإذا كانت المسألة على ما تقرر في السؤال:
من تلك المعطيات وهي أنها:
لا تخضع بالقول ولا تقول ما يكون فتنة لغيرها بل هي في مقام دعوة لدين الله الذي لا يقبل سواه وأنها ترد على أتباع الديمقراطية وغيرهم, مع اعتبار أنها تملك زمام أمر تلك الصفحات, وترد أمام العامة من الصالحين والمتسننة, فليس لنا أن نحرم عليها بل نقول جزاها الله خيرا, على أن تبتعد عن مواطن الشبهات وأن تقتصر على الرد المناسب, حتى لا ينال من عرضها متأول أو سيء الظن, وقد كانت عائشة – رضي الله عنها – تعرف وتقر وتسخط وتنكر وتعلم الصحابة من وراء حجاب, وهي أم المؤمنين وأعلم نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – بل لا يعدلها في علمها امرأة قط – رضي الله عنها – وقد خرجت لتصلح بين طائفتين عظيمتين. ولو عددنا فضليات المسلمات من الصحابيات والتابعيات وفضلهن وتعليمهن وإنكارهن للباطل, لاحتجنا إلى مجلد ويزيد, ولكنهن كن ينضبطن في القول والعمل, ونسأل الله أن يحفظ أخواتنا من الشبهات والشهوات وأن يجنبهن غلمان السوء وذئاب الرجال.
والحمد لله رب العالمين

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More