تعديل

الثلاثاء، 24 مارس 2015

العلم المطلق بين أهل السنة والمتكلمين

أصله جواب عبر الآسك)
/ العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه.
/ العلم المطلق أي الكامل، وإذا كان قسيما للعلم النسبي فالكمال هنا صفة للثبوت والوجود والسعة وتوافقه للمعلوم وهنا يدخل الخلاف هل الظن علم؟ وما هو حد الظن؟ ومنه الكلام في حجية الآحاد، بل هذا الباب هو الذي ولجه الفلاسفة فشكوا في شكهم.
/ العلم المطلق: هو ثابت موجود إذا ما أردنا به العلم الإلهي في كافة مقالات الإسلاميين إلا أنهم اختلفوا في ماهيته على أقوال/:
- فذهبت طائفة إلى أن الله يعلم ما كان دون ما سيكون، وهذا منسوب للقدرية الأوائل لعموم خلطهم بين المحبة والإرادة، وقيل هو لازم مذهبهم وليس مذهبا لهم، على ما قال ابن الوزير في العواصم والقواصم.
- وذهبت أخرى إلى أن الله يعلم الإجمال دون التفصيل، وهم طائفة من متصوفي المتكلمة وغيرهم.
- وذهبت طائفة إلى أن الله يعلم ما كان وما سيكون إلا أنه ليس له إرادة ولا ينسب له خلق أفعال العباد، وهو منسوب لمتأخري القدرية، ومرادهم تنزيه الله عن نسبة الشر له وهذا لخلطهم بين صفتي الإرادة والمحبة.
- وذهبت طائفة إلى أن الله يعلم ما كان وما سيكون وما لو كان سوف يكون جملة وتفصيلا مطلق وآحادا، وهؤلاء طائفتان/:
/./ قالت إحداها إن الله يعلم ما سيكون على حقيقته فإذا وقع كان حقا بل يقع في علم الله وكأنه ماض، وما جاء من آيات فيها ( ليعلم الله ) فهذا يسمى بعلم الظهور ولا يزداد الله به علما، وهو مذهب طائفة من متأخري أهل السنة وبنحوه قالت الأشاعرة.
/./ وقالت الأخرى إن العلم المطلق ثابت لله بثبوته في الأزل ( ما كان ) والحاضر ( ما هو كائن ) والمستقبل ( وما سيكون ) وبعلم المعدوم ( ما لم يكن لو كان كيف يكون ) وإن علم المستقبل علمان علمه مستقبلا أي قبل وقوعه، وعلمه كائنا أي حال وقوعه، وهو ظاهر قوله ( ليعلم الله من يخافه بالغيب ) ، ( ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم .... )، وإنكم متى نفيتم هذا العلم ( أي كونه كائنا ) نفيتم عن الله العلم المطلق، وكونكم خشيتم أن تنسبوا لعلمه ما هو حادث، فهذا من المغالطات الفلسفية في وصف الإله من جهة وفي تخصيص الحادث بالمخلوق من جهة أخرى، وهو بعينه الذي اضطر الأشاعرة والمعطلة إلى نفي صفات الأفعال. ( ولشيخ الإسلام معارك كلامية دامية في هذا الباب مع المتكلمة في درء التعارض )
/ ذكر الشيخ صديق خان أبجد العلوم خلافا في / هل يمكن إدراك ماهية العلم المطلق ؟ على ثلاثة أقوال قيل لا يمكن، وقيل يتعسر، وقيل لا يتعسر، ونسبه للجمهور. انتهى
/ العلم المطلق إذا ما أردنا به العلم ذاته المقدر وقوعه وحصوله في العالم السفلي فهو ثابت غير متناه موزع على المخلوقات كل حسب جنسه من جهة وحسب قدرته واجتهاده الاطلاعي من جهة.
/ وما سبق يسهل لنا التفريق بين المطلق الذي هو وجوده وسعته وثبوته، ونسبيته الموزع على الخلائق بحسب جنسه واجتهاده.
/ أما من جهة موافقته للمعلوم/ فمنشأ النظر فيه بالنظر إلى جهتين:
الأولى: هل كل ما يعلمه العلماء سيقع؟ وإذا لم يقع هل يكون موافقا للمعلوم أم لا يلزم؟ وهذه يمكن تلاشيها إذا كان محل النظر في المقدر وقوعه، ومن جهة أخرى فاليقين قد يقع بالقرائن ويعرف الغائب بالخبر والشبيه والأثر والجواب الأول يصلح لمن جعل الظن دليلا، والثاني يصلح للجميع.
الثانية: علاقة العلم بالعصمة وإمكانية تحصيله، اتفق المسلمون على عدم عصمة من دون الأنبياء لكن هل يلزم من عدم العصمة وقوع الخطأ؟
المشهور لا يلزم والمراد بنفي العصمة عدم إقرار الخطأ لمباشرتهم الوحي، واتفقوا على عصمة الإجماع وإن اختلفوا في حده ومع ذلك فقد اتفقوا في الجملة على ألا يجمعوا على باطل وهذا كله محمول على علم الشريعة إلا أنه يصلح للقياس كما أن من العلوم الإنسانية ما لا ينفك عن الإسلام، فإن قيل إن النصوص دلت على اندثار العلم، قيل هذا قبيل الساعة واندثاره لا ينفي حدوثه ولا يمنعه.
فإذا كان المراد بالعلم المطلق المقدر وقوعه أي مجموعه الموزع على مجموع الخلق الذي يتناوله الأجيال فموجود لزوما وإلا لما حاجة لوصفه بالوقوع، وكان قيدا أسهل في الجواب.
/ المشتغلون بالفلسفة يناقشون هذه القضية من جهة موافقته للمعلوم، وسأذكر مذهبين متقاربين تجنبا للتعرض لخلافهم في حقيقة العلم والحجة والدليل فضلا عن مطلق العلم.
// فعالجت طائفة هذه المسألة بأن العلم المطلق موجود والحجة فيه العلم.
// وذهبت أخرى إلى نفي وجوده اعتمادا على نظرية اينشتاين المعروفة بالنسبية وقالوا كل شيء نسبي.
// وذهبت أخرى إلى أن العلم مركب فهو مطلق من جهة ومركب من أخرى، قالوا: إن الظواهر العلمية ( في الجملة ) تصدق على كل الظواهر وتفرض نفسها على العقول غير محدودة، فقد أثبت العلم أن الماء يتكون من أكسجين إلى هيدروجين بنسبة ٢:١ فهذه المعادلة تجري على سائر الكميات من المياه، ويعقلها سائر العقول، ومن جهة أخرى فالحقائق متغيرة إما بإضافة أو حذف، وقالوا إن الحقيقة المطلقة يمكن التعبير عنها بأنها نسبية وضربوا على ذلك أمثلة، كما ذكر د فؤاد زكريا في صفحاته الأول لكتابه التفكير العلمي، ولعل هذا أنسب مما ذهب إليه أخرون من كون النسبية نظرية فزيائية غير متعدية، وهذا مع ملاحظة أننا نجريها ( أي النظرية النسبية ) في باب المسكوت عنه أو ما محله الاجتهاد النظري التجريبي.
والله أعلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More