تعديل

الثلاثاء، 24 مارس 2015

خواطر ومُلَح

** إن غاية مطمع عدونا - لوقت قريب - ترهيب الأتباع والمقلدة, وكسر أولي الشوكة المجاهدة, وترغيب أولي الشهوة المهادنة.
** إن الطواغيت تسوق على الفئة المجاهدة جنودهم: من عملاء معممة, وشيوخ مستسلمة, وأتباع مهادنة. ليردوهم عن دينهم إن استطاعوا فإن لم يستطيعوا فمنعهم ودعوتهم, ومنعهم والناس.
** إن الخوف والرهبة الغالبة, هما أعظم جنود الطواغيت يرسلونهما لتلك الفئة المستسلمة التي توقف أمر الله فيهم على [فمن لم يستطع فبقلبه]. فينثرها المستسلمون على الأتباع والمقلدة حفاظا على حياتهم الهادئة أو مناصبهم الزائلة, وبعضهم مترخصون فليتهم يصمتون!
** إن إسلافنا الذين بثوا فينا روح الاستسلام للنص واستخلصوا منه أن كل حادثة خاضعة لحكم من أحكام الدين وأنه ليس جامدا ما أرادوا به التطوير العقلي, وإنما أرادوا به بث روح الاجتهاد في استخلاص الحكم على حادثة من نص قديم, ليستبين للناس أن الدين كله لله, وأنه صالح لكل زمان ومكان, ويرعى حقوق المسلمين.
** إن التجربة والعرف هما عنصران تابعان لا متبوعان, مقيدان لا مطلقان, فمتى نص الشرع على اعتبارهما فنعم, وفائدتهما ضبط مطلق واعتبار مصلحة أطلقها الشرع, كما أنهما في ذاتهما لا يدخل فيهما أعراف الفاسقين, ولا المشركين والمرتدين, ولا قوانينهم. فاعتبروا يا أولي الأبصار.!
** لو كان من شروط تنزيل الشرع إرضاء العقل لما كان لاستقلال الوحي ووجوب الاستسلام منفذ ولا معنى, ولما عذر الله مسلما لا في صغير ولا كبير ولا مسألة علمية ولا عملية, وقد أجمع أهل العلم على أن الواجب هو الانقياد للشرع وأن الله لا يعذب أحدا حتى تبلغه الحجة الرسالية. خلافا للخوارج والمعتزلة. [عندهم خلاف في حكم مرتكب الصغيرة وجمهورهم على عدم اعتبارها].
** لاينفك الطواغيت عن بث العصبية بين صفوف الثلة العاملة وترغيب الناس عنهم, باختراق صفوفهم, إما بالغلو وإما بالإرجاء, والمحصلة واحدة: إما إعلاء كلمة الغلاة فيهم, وإما أن تعلوا كلمة المرجئة والمستسلمين فيهم, فينفض عنهم الصالحون فيفترقون وتضعف شوكتهم. [ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق يقاتلون].
** ليس لمن غلب عليه الخوف أو الرهبة من مخلوق أن يتعجل في فتوى أو إبداء رأي أو القيام بعمل ذا شأن ومصير, فإن الخوف عمل قلبي يسوق الجوارح مساق الجنود, فإذا أفتى في جهاد أرجأه, وإذا أفتى في تكفير زاغ عنه, فالتغيرات العارضة لابد فيها من التوقف عن إبداء رأي أو إفتاء, وفي الحديث [لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان] وفيه [ولا يقضي القاضي وهو غضبان] ونقل ابن القيم عن الصحابة في هذا الشأن شيئا جميلا.
** إن الإسلام لا يريد من المؤمنين أن يدعوا أمر الدنيا. فهم خلقوا للخلافة في هذه الدنيا. ولكنه يريد منهم أن يتجهوا إلى الله في أمرها، وألا يضيقوا من آفاقهم، فيجعلوا من الدنيا سوراً يحصرهم فيها.. إنه يريد أن يطلق «الإنسان» من أسوار هذه الأرض الصغيرة فيعمل فيها وهو أكبر منها ويزاول الخلافة وهو متصل بالأفق الأعلى.. ومن ثم تبدو الاهتمامات القاصرة على هذه الأرض ضئيلة هزيلة وحدها حين ينظر إليها الإنسان من قمة التصور الإسلامي..] ظلال القرآن (1/ 202)
** من كبرت سنه عن المجاهدة فليدع الراية للثلة العاملة, ولينصرنهم ولو بالكلمة الخالصة أو بالدعاء الصالح, وليتأسين بالراهب حينما قال للغلام [ أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فلا تدل علي] رغم أن الراهب له فضل العلم والسبق.
** قوله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} فالمؤمنون أولى الناس بالذكرى والتذكير وأخصهم بالانتفاع به. وقد قال غير واحد ما حاصله: [إن من لم يقبل الحق ابتلاه الله بقبول الباطل] ولابن تيمية وابن القيم كلام بهذا المعنى. وذكر الطرطوشي في سراج الملوك كلاما طيبا بهذا المعنى. في الباب الرابع والستين.
** إن فرقا عظيما بين اليأس الذي يحوطه العطلة والقعود والعدة له – علمية وعملية قدر الاستطاعة – وبين اليأس الذي صيب المرء جراء بطش الطواغيت وعلوهم واستبطاء النصر مع بذلهم طاقتهم في البيان والتبيان والعدة. [أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله].
** الأخذ بالرخصة لا يعني التنازل ولا ينافي الثبات, فتقوى الله والحسن بالظن في الفئة المجاهدة مطلوب شرعا.
** ينبغي على المترخص أن يجعل بينه وبين السقوط سورا, فإن بين الرخصة والسقوط والانتكاسة ما أشبه السوط سمكا والشعرة حدا.
** ينبغي أن ينأى أهل العلم عن المبالغة في الترخص خاصة إذا لم يكتف الناس بالحجة, وقد ذهب جمع منهم إمام أهل السنة – بفعله – إلى أنه متى لم تحصل الكفاية بالعلم أو خيف أن يندثر العلم بشيء لم يجز للعالم أن يتخرص. [نسأل الله السلامة والتوبة].
** إذا خاف المؤمنون وعز المشركون وانتصر المرتدون فمن لهذا الدين؟!
ـــــــــــــــ
وإني والله لا أرى أني من الثلة العاملة, بل غاية مرادي أن أكون تابعا أموت شهيدا أو على أقله لا أكتم الحق. ولولا أن أكون كاذبا لتمنيت جزيل العمل لكن منعني قول الله تعالى: [ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة], ولذا أسأله الهداية والتوبة.
ـــــــــــــ
والله المستعان وعليه التكلان.
ــــــــــــ
أبو صهيب الحنبلي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More